رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معني الهرطقات والبدع في الكتاب المقدس : هرطقة كلمة دخيلة على اللغة العربية من الكلمة اليونانية “αίρεσις – Hairesis ” من الفعل ” haireomai- αἱρέομαι “، ويعني ” يختار ” choose-، ومعناها اختيار (1) اللغوي تعنى “انتقاء ” أو ” انتخاب” أو “اختيار” لرأى ما مع تفضيله على غيره من الآراء. (2) ثم تطورت الكلمة عند اليونان المتأخرين وعند كتاب الرومان فأصبحت تدل على “مذهب من مذاهب الفلسفة ” أو “مدرسة من مدارس الفكر” وقد استخدمت للتعبير عن المدارس الفكرية الهيلينية اليونانية. (3) ثم أخذت طريقها إلى الدين فصارت تطلق على “الفرق أو الطوائف الفكرية المختلفة داخل هذا الدين” كما استخدمت في العهد الجديد بمعنى ” شيعه، مذهب، بدعة ” مثل : )أ( أطلقت على كل المذاهب اليهودية مثل : + مذهب ” شيعة (αίρεσις) الصدوقيين ” (أع17: 5). + مذهب مذهب (αίρέσεως) الفريسيين ” (أع5: 15؛ أع5: 26). )ب( أطلقت على الديانة المسيحية كلها: + أع 24 : 14( حسب الطريق الذى يقال له شيعة ” هرطقة (” + أع 28 : 22( لأنه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب ” الهرطقة ” أنه يقاوم فى كل مكان). وقد استخدمها المؤرخ والكاهن اليهودي يوسيفوس المعاصر لتلاميذ المسيح (35-100م) بهذا المعنى والوصف وطبقها على المذاهب اليهودية التي كانت سائدة في عصره وهي الفريسيين والصدوقيين والآثينيين. كما استخدمت من وجهة نظر اليهود لوصف الجماعة المسيحية في أيامها الأولى والتي نُظروا إليها كجماعة خارجة من اليهودية ومن ثم دُعيت ب ” الطريق الذي يقال له شيعة (αίρεσιν) ” (أع14: 24) و ” مذهب (αίρέσεως) يقاوم في كل مكان ” (أع22: 28)، كما وُصف القديس بولس ب ” مقدام شيعة (αίρέσεως) الناصريين ” (أع5: 24). أولهما حسن : باعتبارها “مذهباً ” أو “مدرسة ” أو ” طائفة ” مثل الفريسيين والصدوقيين. ثانيهما سيئ : باعتبارها مذهباً مناوئاً انحرف في نظر اليهود عن الصواب وخرج عن الحق الإلهي. وعلى كل فأصبح معنى الكلمة في العهد الجديد هو المعنى السيئ فتأتى مرادفة لـ: “الشقاق الضار بسلامة الكنيسة ” ولذلك اعتبرت من أعمال الجسد الأثيمة. ) غلا 5 : 19 ، 20 ، 1كو 11 : 19 ، 2 بط 2 : 1 ( + وفى العصور الرسولية أخذ المعنى السيئ يسود شيئاً فشيئاً حتى أصبح هو المعنى الأول الذي يحضر إلى الذهن عند استخدام هذه الكلمة . واستخدمت في الكنيسة الأولى بمعنى ” بدعة (بدع αίρεσεις) ” (غل20: 5) ، لوصف الجماعات التي خرجت عن التسليم الرسولي وتعاليم الكنيسة ” الإيمان المسلّم مرة للقديسين ” (يه3)، والذين وُصفوا بأصحاب ” البدع (αίρεσεις) ” (1كو19: 11)، والذين يقول عنهم القديس بطرس أنهم معلمون كذبة ” الذين يدسّون بدع (αίρεσεις) هلاك وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على أنفسهم هلاكا سريعا ” (2بط1: 2). وشاع بعد ذلك تعبير هراطقة للتعبير عن أصحاب البدع والهرطقات التي خرجت عن المسيحية وصار لهم فكرهم الخاص. وقد استخدم القديس إيريناؤس هذه التعبير بكثرة عن أصحاب البدع والهرطقات الذين خرجوا عن التعليم المسيحي المسلم مرة من الرب يسوع المسيح نفسه للرسل وخلفائهم في تسلسل رسولي كان معروفا للجميع، وأدعى هؤلاء الهراطقة لأنفسهم كتباً سرية نسبوها للرسل وزعموا أن المسيح أعطاها لكل واحد منهم، ممن نسبوا لهم أناجيل أو رؤى أو أعمال، سراً!!! ورد عليهم في كتابه ضد الهرطقات (Contra Haereses – Against Heresies). ويقول العلامة ترتليان (155-220م) ” لأنهم هراطقة فلا يمكن أن يكونوا مسيحيين حقيقيين لأنهم حصلوا على ما أتبعوه ليس من المسيح بل باختيارهم الخاص، ومن هذا السعي جلبوا على أنفسهم وقبلوا اسم هراطقة. وهكذا فلكونهم غير مسيحيين لم ينالوا أي حق في الأسفار المسيحية المقدسة؟ ومن العدل أن نقول لهم ” من أنتم؟ من أين ومتى جئتم؟ ولأنكم لستم منا ماذا تفعلون بما هو لنا؟ حقاً، بأي حق يا مركيون تقطع خشبي؟ ومن الذي سمح لك يا فالنتينوس أن تحول مجاري نبعي؟ ” +وأصبحت الهرطقة شيئاً فشيئاً جريمة شنعاء يعد مؤسسها أو المنتمى إليها عدواً لله وللكنيسة . + فقد قال مار أغناطيوس إلى أهل ترللى فقره 6:” إبتعدوا عن المائدة الغريبة وأعنى بها الهرطقة “. + قيل عن أنبا أغاثون “عندما أتى إليه قوم ليجربوه” + هل أنت أغاثون الذى نسمع عنك أنك متعظم؟ – فقال لهم نعم أنا هو والأمر كما تقولون. + فقالوا هل أنت أغاثون المهذار الكذاب؟ – فقال نعم أنا هو. + فقالوا أأنت أغاثون الهراطيقى؟ – فأجاب لست بهراطيقى. + فقالوا له لما تحملت كل ما قلناه لك ولم تحتمل هذه الكلمة ؟ – فأجابهم لأن أقوالكم الأولى أحتسبتها ربحاً لنفسى وباحتمالها أتقرب من الله، ولكن الهرطقة تبعدنى عنه وأنا لا أريد البعد عنه. بعد إن اعرفنا معني كلمة البدع والهرطقات سوف نتعرف علي صاحب بدعة وهرطقة النقولاويين . |
|