فَاسهَروا إِذاً، لأَنَّكم لا تَعلَمونَ اليومَ ولا السَّاعة الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ
"لأَنَّكم لا تَعلَمونَ اليومَ ولا السَّاعة" فتشير الى وقت غير مُحدَّد. نحن لا نختار الساعة، بل الله الذي يختار الساعة متى يشاء، وكيفما يشاء. لذا يحثُّ يسوع التلاميذ على السهر في انتظار عودته المجيدة لأنه يأتي في ساعة لا ينتظروها. فموعد مجيء الرب لا يُعلن عنه مقدما بل انه يأتي في وقت غير متوقع كما جاء في تعليمه " فكونوا أَنتُم أَيضاَ مُستَعِدِّين، ففي السَّاعَةِ الَّتي لا تتَوقَّعونَها يَأتي ابنُ الإنسان "(لوقا 12: 40). وقال لنا الربّ في موضع آخر "فَأمَّا ذلكَ اليومُ وتلكَ السَّاعَة، فما مِن أَحَدٍ يَعلَمُها، لا مَلائكةُ السَّمَواتِ ولا الابنُ" (متى 24: 36)، وذلك لتفادي كلّ سؤال عن وقت مجيئه الثاني "لَيَس لَكم أَن تَعرِفوا الأَزمِنَةَ والأَوقاتَ" (اعمال رسل1: 7). ويُعلق القديس افرام السرياني "أخفى عنّا ذلك لكي نسهر ويفكّر كلّ واحد منّا في أنّ المجيء الثاني قد يكون خلال حياته على الأرض..." فأي محاولة أو اجتهاد عن معرفة الساعة أو تحديد وقت مجيء الرب هي تضيع وقت وبحث بلا طائل، بل بلبلة ولغو كلام باطل ضد مشيئة الله التي أعلنها لنا في الكتاب المقدس. لا أحد يعلم متى ينقضي الدهر ويضمحلُّ الكون، ويأتي يسوع، وتدقُّ ساعةُ الدينونة. إنَّه سرُّ الربّ الآب وحدَهُ". اما عبارة "الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ" فقد أسقطت الآية في اليونانية بمعنى إنها كانت موجودة وسقطت سهوا من ناسخ ". فقد تقرر حذفها من النص اليوناني لإنجيل متى معتمدين في ذلك علي شهادة أقدم المخطوطات (P353rd, 01, A, B, C*, D, L, W ) . إنَّ يسوع الديَّان سيعود إلى العالم، مهما طالت المدَّة لعودته.