*** ذاتك واساءات الناس ***
ان لم تنطلق من ذاتك يااخى الحبيب ... من ذاتك هده التى تعبدها من دون الله والتى
تكبرها وتفخمها امام الناس .. فلن تصل ابدا الى سمو انطلاق الروح ..
لعلك تحب احيانا ان يمدحك الناس .. ولقد تفاهمنا فى مقال سابق عما يحسن بك
فعله عندما يمدحك الاخرين .. اما فى جلستنا الهادئة هده فأود ان اسألك سؤالا :
ماهو شعورك وتصرفك عندما يسىء اليك او يظن بك الظنون ؟
ربما تفكر فى ذاتك انك اهنت .. وربما تفكر فى كرامتك وهيبتك والاحترام الواجب لك ..
فتغضب وتثور وتتأثر لذاتك وتدافع عن نفسك ... لست انكر عليك هدا ... فأنا انسان
فى الجسد مثلك جربت هده المشاعر جميعا او جربت بهده المشاعر جميعا .. ولكن
دعنا نناقش الامر معا ...
مادا يفيدك الغضب ؟ ... انه يعكر دمك .. ويتلف اعصابك ... واخطر من ذلك كله ان
الغضب يفقدك سلام القلب وراحته ...
الم تسمع معلمنا يعقوب الرسول يقول : ان غضب الانسان لايصنع بر الله - يع 1:20
وغضبك من اجل ذاتك هو لاشك غضب انسانى كالذى يقصده معلمنا يعقوب :
نقول ان هذا الغصب ينفس عنك ... ويفرج عن الثورة المكبوتة فى داخلك ..
ولكن لمادا تختزن فى داخلك ثورة مكبوتة تحتاج الى تنفيس ؟ السبب فى ذلك
واضح طبعا .. هو انك تفكر كثير فى ذاتك ... انطلق يااخى الحبيب من هده الذات
وانت تستريح ...
ان أهنت فلا تفكر فى ذاتك انك أهنت , وانما فى ذلك الذى اهانك انه اخوك .. وانت
كشخص روحى ممتلىء بالمحبة ..عليك ان تفكر فى هذا الاخ الدى اخطأ .. ماذا
تفعل لآجله .. انك لاتريد طبعا ان تنحدر نفسه الغالية الى الجحيم .. ولاتريد ان تقف
اهانته لك عقبة فى طريق خلاصه ...
لذلك فيجب عليك ان تطلب الى الله الا يقيم له هده الخطية ولايعاقبه عليها .......
ثم انت ايضا تصلى من اجله ان يخلصه الله من الخطية ذاتها فلا يعود الى اقترافها
معك او مع غيرك ...
ان الناس يااخى الحبيب لم يخلقوا اشرارا لان الله بعدما خلق الانسان نظر الى كل
مافعله فادا هو حسنا جدا ... واما الشر فأنه يأتى الى الناس من الخارج دخيلا
عليهم ....
وهدا الشخص الدى اهانك ربما يكون مريضا , اعصابه متلفة او متعبا او عقله مجهد
او قواه منهكة او مرهق بمشاكل اجتماعية او دراسية او مالية ...
ففكر جيدا انت فيما يمكن ان تفعله لآجله .
وعظة لقداسة البابا شنودة الثالث اطال الله حياته لنا جميعا .
زيزى جاسبرجر