ذاتك …ومديح الناس
أخي الحبيب إليك ما يجب أن تشعر به عندما يمدحك الناس:
* أشعر أولا إنك ربما تكون مرائيا ، تظهر للناس غير ما تبطن. قل لنفسك في صراحة أني شخص
خاطئ ودنس، وعندما أجلس مع أب اعترافي أكاد أذوب خجلا، وعندما أحاسب نفسي علي خطاياي أنسحق ندما، وتصغر ذاتي أمام عيني، وعندما أقف للصلاة أشعر أنني غير مستحق أن أرفع نظري إلي فوق … فلماذا إذن يمدحني الناس؟ ألعلني مرائي؟ ألعلني ذو وجهين؟ أظهر أمام الناس بشخصيه، وحقيقتي شخصيه أخرى، هل أنا ممثل؟ ربما أكون …
أشعر أن مدح الناس ربما يجعلك تستوفي أجرك علي الأرض فلا تنال أجراً في السماء.
وهكذا يضيع إكليلك بثمن بخس. إن مدحك الناس فخير لك أن تحزن، أحزن علي إكليلك الذي يوشك أن يضيع. وهنا الحزن المقدس يصفي نفسك ويجعل روحك تنطلق بالأكثر.
* عند مدح الناس لك أشعر أنك ربما تكون مختلفاً ، قد سلبت مجد الله ونسبته إلي نفسك.
لقد قال السيد المسيح "لكي يروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم في السموات" فإن كان المجد قد رجع إليك أنت بدلاً من الأب السماوي، فربما يكون هذا اختلاسا وأنت تدري، أو وأنت لا تدري عندما تصلي وتقول (لأن لك الملك والقوة والمجد) ، أنت نفسك تريد أن يكون المجد لك فتنافس الله في قوته.
* عندما يمدحك الناس أنكر ذاتك ، ووجه أنظارهم إلي الله، في غير رياء وفي غير تظاهر بالتواضع، اذكر لهم
انك خاطئ وضعيف، وأن الله هو الذي فعل الأمر الذي يستحق المديح وكما توجه هذا الكلام للآخرين، توجه به أيضا إلي نفسك وأقتنع به حتى لا تعود فتنتفخ … فإذا وجدت البعض قد بدأ قصه أو حديثاً أو خبراً سينتهي بمدحك، حاول أن تغير مجرى الحديث أو علي ألأقل لا تسر بالمدح وأنسبه إلي الله عن اقتناع.
* عندما يمدحك الناس تذكر هاتين الآيتين الجميلتين:
"مجداً من الناس لست أقبل" (يو ٥: ٤١)
"مجدني أنت أيها الأب عند ذاتك" ( يو ١٧: ٥)
أحفظ هاتين الآيتين ورددهما كثيراً في فكرك.
عندما يمدحك الناس تذكر خطاياك، وأترك ضميرك يؤنبك حتى يكون هناك توازن بين داخلك، وبين مدح الناس من الخارج.
من كتاب انطلاق الروح
البابا شنودة الثالث