فقالَ لَهم: أَهكَذا أَنتم أَيضاً لا فَهمَ لكم؟ أَلاَ تُدرِكونَ أَنَّ ما يدخُلُ الإِنسانَ مِنَ الخارِج لا يُنَجِّسُه
تشير عبارة "هكَذا أَنتم أَيضاً لا فَهمَ لكم؟" إلى موضوع قلة فهم التلاميذ وغباوتهم بالذات والذي كثيرا ما تناوله مرقس الإنجيلي (متى 4: 13، 6: 52، 7: 18، 8: 17-18، 9: 10، 10: 38).
ترينا هذه العبارة كم كان يسوع منعزلا حتى عن أعز أصدقائه الذين لم يفهموه، وظل في أصعب المواقف وحده بسبب عمق شخصيته ورسالته التي لا يُسبر غورها.
أمَّا عبارة "ما يدخُلُ الإِنسانَ مِنَ الخارِج لا يُنَجِّسُه" فتشير إلى ارتباط النجاسة والطهارة بالقلب، إذ ما يقطع بينا وبين الله هو الخطيئة وليس الأكل بأيد نجسة.
إذا كان الفرّيسيّون يميلون إلى الاعتقاد بأنّ القداسة يمكن تحقيقها بمجرّد التقيّد بقوانين الطهارة الطقسيّة أمام الربّ، فالربّ يسوع يُعلّمنا بأنّ القداسة لا يمكن تحقيقها إلا بغسل وتطهير قلوبنا.