رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير. رو21:12 إذا تحرك قلب الإنسان بالغضب، وفكر مجرد فكر بالنقمة، فقد انغلب للشر مرتين! مرة للشر في حد ذاته اذ أطاع ايحاءاته الشيطانية في القلب، والمرة الثانية للعدو إذ أراد الله بـإساءة ذلك العدو إليك أن يختبر مقدار برك أو صدق أمانتك لله. فإن أنت بادلت الشر بالشر أو حاولت النقمة لنفسك أو حتى الغضب، فـستكون قد سقطت مغلوبا للعدو إذ صرت مثله أو ربما أكثر. هنا يكون خذلان المسيح للمسيحي للمسيح، وهنا يكون قد انغلب من الداخل ومن الخارج أيضًا. فـالآن مطلوب من المسيحي التحرُّك على مستويين معا: أولا : المستوى الداخلي بأن لا ينغلب لروح الشر فـيستغيث بالمسيح وبنعمته للنجاة ليبقى قلبه متمسكا بالصلاح والتقوى، لا يحيد عن روح المسيح ومشورة النعمة ولا إلى لحظة واحدة. هذه هي أخطر مراحل الوقوف مقابل الأعداء، حيث لا يهتز القلب في الداخل هزة واحدة نحو الشر أو ينحرف الفكر بالرديء ولا حتى قيد شعرة. بل يبقى في الداخل متمسكا بالكمال المسيحي وتسليم الحياة لمن له الحياة وتقبُّل الاساءة بالدعاء وباستعداد قبول المزيد منها حتى الموت، طالما هو في يد الله. ثانيا: أن يبقى الفكر مع القلب في حالة سلام مع الشخص العدو، فلا يسمح أن تكون صورة العدو أمامه أو في مخليته كعدو، بل كإنسان مجرد إنسان أرسله الله ليختبر مدى صبره، ومدى احتماله واتساع قلبه، ثم مدى خضوعه لوصية المسيح: "أحبوا اعداءكم". |
|