كلمات "قداسة" أو "قديس" أو "قدوس" مأخوذة عن اليونانية "أجيوس"، وتحمل معنى اعتزال لما هو أرضي، أي ليس للأرض موضع في الشخص. هذا هو الجانب السلبي، أما الإيجابي، فإن الله قدوس، أي فيه كل الشبع، لا يحتاج إلى شيء خارجه. والقديس هو من يقتني هذا القدوس الذي يملأ كل كيانه الداخلي، فلا يشعر قط بفراغٍ، ليس للعالم موضع في أعماقه، بل يملأ الله كل قلبه ومشاعره وأحاسيسه.
يصوِّر الحكيم المؤمن كجندي روحي صالح، يحمل أسلحة البرّ، ويتمتع بإكليل الغلبة والنصرة، يستلمه من يد الرب نفسه، وفي نفس الوقت لا ينسب لنفسه النصرة، بل يستتر في يمين الرب، ويحتمي بذراعه الإلهية. الآن وقد لبس سلاح الله الكامل، الذي تحدث عنه الرسول بولس في رسالته إلى أهل أفسس 6: 10-18، يقدم له الرب غيرته الإلهية عاملة فيه، وكأنه يقوم بتسليح خليقته لكي تستطيع أن تحتمي من إبليس، الذي يحمل روح العداوة ضد الرب نفسه.
بمعنى آخر إن كان الرب يُسلح خليقته البشرية، فهو لا يريدها أن تدخل طرفًا في المعركة، إنما يدخل الرب نفسه من خلالها ليحطم إبليس المقاوم.