رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنْ كُنْتُ قَدْ نَظَرْتُ إِلَى النُّورِ حِينَ أضَاءَ، أَوْ إِلَى الْقَمَرِ يَسِيرُ بِالْبَهَاءِ [26]. كما لم يكن غناه هو متكله بل واهب الغنى، فإن الشمس والقمر بجمالهما وبهائهما لم يحتلا مكانًا في قلبه، بل استنار بالله خالق الشمس والقمر، النور الأزلي الحقيقي. كانت الشمس والقمر موضع عبادة الكثيرين في أيام أيوب وتكريمهما بكونهما جنديي السماء. كان هذا العمل يُحسب قمة الشر والجحود لله الخالق. * يخبرنا أيوب أنه لم يكن يتطلع إلى الشمس وهي تشرق، ولا القمر وهو يسير ببهائه، مظهرًا أنه لم يطلب النور الحاضر. كما تنسكب النفس للتأمل خارج نفسها، هكذا بالأكثر تفعل لكي ترتد إلى الأمور الداخلية. هكذا كل أصحاب القلوب الحكيمة يتجنبون السقوط نحو الأمور الخارجية بالحواس الجسدية. عوض هذا يبذلون جهدًا مستمرًا بأن يجمعوا أنفسهم في داخلهم بالتدبير الخفي في حراستهم لذواتهم، لكي يوجدوا بالكلية فيما هو داخلي. ربط إرميا نفسه بأعماق قلبه في تدبيرٍ جادٍ، وهرب من الشوق نحو الحياة الخارجية، عندما قال: "لم أشتهِ يوم الإنسان، أنت عرفت" (راجع إر 17: 16). * كما أن "ذهب" الفهم لم يجعل أيوب يتشامخ، هكذا أيضًا نور الأعمال الخارجية لم يجعله متشامخًا إلى أعلى أمام أعين البشر... الشمس في ضيائها هي الأعمال الصالحة المعلنة في الخارج. مكتوب:" فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16). مرة أخرى: "لتكن أحقاؤكم ممنطقة، وسرجكم موقدة" (لو 12: 35). فان ما ورد في هذه العبارة عن الشمس المشرقة يعني الإنجيل المُشار إليه بالسرج الموقدة. فعندما تشرق الأعمال الصالحة وسط غير المؤمنين، يتقد السراج في الليل، وعندما تشرق في الكنيسة، تشرق الشمس في النهار. البابا غريغوريوس (الكبير) والبعض عبدوا القمر، فلا يكون لهم إله في النهار . والبعض عبدوا أجزاء العالم الآخر . والبعض عبدوا الفنون . وعبدَ البعض أنواع أطعمة مختلفة ، والبعض ملذاتهم ، وسُر البعض بالنساء، فأقاموا تمثالًا لامرأة عارية ودعوها أفروديت ، وعبدوا شهواتهم بصورة منظورة. وبُهر البعض ببريق الذهب فعبدوه ، وآخرون عبدوا أنواعًا أخرى من هذه الأمور . القديس كيرلس الأورشليمي |
|