أولاد العسال | ابن العسال *
أولاد العسال من كبار علماء الأقباط ووجهائهم في القرن الثالث عشر. غالبًا كانوا من سدمنت بصعيد مصر لكنهم نزحوا إلى مصر واستقروا هناك، عمل بعضهم في الحكومة والآخر تفرغ لخدمة الله، وكان لهم منزلة رفيعة في عهد الدولة الأيوبية، لاسيما أبو اسحق الذي كان مصاحبًا للأيوبيين في الشام، وكانت لهم منزلة سامية في الكنيسة، فانتخب منهم الصفي أبو الفضائل في عهد البابا كيرلس بن لقلق (75) ليكون كاتم أسرار المجمع الذي عقد لفض نزاع كنسي. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ).
كانت لهم معرفة بعلوم وفنون ولغات كثيرة، فقد اشتهروا بخطهم العربي الجميل وينسب إليهم الخط الأسعدي، مع تبحرهم في اللغات القبطية والعربية واليونانية والسريانية، واهتمامهم بالقوانين والشرائع، ووضع أشعار بالعربية على مستوى سامٍ جدًا.
وينبغي ملاحظة أن هناك بعض قوانين مجمع نيقية المزورة قد وضعت مع قوانين ابن العسال.. حيث أن مجمع نيقية لم يصدر إلا 20 قانونًا، أما ما غير ذلك فهي قوانين مزورة، نُشِرَت بالعربية، ثم تم ترجمتها لاحقًا. وقد قام ابن العسال عند جمعه القانون الصفوي، قام بجمع القوانين الصحيحة والمزورة، ففرق بين كلمة "نيقية" وكلمة "نيق" (بعضها من القوانين المزورة، وبعضها من القوانين الصحيحة. للأسف أن الفصل الرابع من المجموع الصفوي لابن العسال كله من القوانين المزورة(1). فهناك أخطاء كثيرة لابن العسال..
فابن العسال له أخطاء كثيرة جدًا.. فهو كان عالِمًا بالنسبة لأيامه، وقد جمَّع من القوانين ما توافق عليه الكنيسة، وما لا توافق عليه. وخلط القوانين المدنية بالقوانين الكنسية، القوانين المزورة بالقوانين السليمة.. فكان هناك لخبطة شديدة.. فليس ابن العسّال مرجِعًا لا يقبل النقد.. بل يقبل النقد والنقض معًا(2)..
فيما يلي قائمة ببعض مصنفاتهم مع لمحات من حياة كل واحد منهم:
أ. مؤتمن الدولة أبواسحق بن العسال:
امتاز بنسكه وحبه للعبادة مع الدراسة والمعرفة. فقد تنيحت زوجته التقية، فبعث إليه أخوه الصفي رسالة يحثه فيها على الحياة النسكية بعد فقده مُعينته. وجدت الرسالة لها صدى في قلب هذا التقي، فتتلمذ على يدي القديس أنبا بطرس الحبيس، وقد لقّبه ابن الدهيرى مطران دمياط المعاصر له: "الشيخ الرئيس الناسك والعابد والمؤتمن".
سيم قسًا فقمصًا والتزم القلاية البطريركية يعاون البابا كيرلس بن لقلق في تحرير مراسلاته.
من بين مؤلفاته:
1. مجموع أصول الدين ومسموع محصول اليقين، وهو كتاب لاهوتي ممتع، توجد منه نسخ بمكتبة البطريركية، ومكتبات باريس ولندن والمكتبة الشرقية لليسوعيين.
2. التبصرة المختصرة في العقايد النصرانية.
3. تفسير الأمانة المقدسة، توجد نسخة بمكتبة باريس.
4. تفسير ما ورد في الإنجيل عن آلام سيدنا يسوع المسيح إلى صعوده، ومقدمة عن أصول تفسير الكتاب المقدس.
5. إيضاح تفسير تدابير السيد المسيح من حين الحبل به إلى صعوده إلى السماء.
6. مجموع الأصول شرح رسالة عيسى بن يحى الجرجاني في أقسام الدين.
7. السلم المقفى والذهب المصّفى في أصول اللغة القبطية، وهو قاموس قبطي عربي.
8. آداب الكنيسة.
9. خطب الأعياد السيدية وغيرها.
10. ترياق العقول في علم الأصول، والأسرار الخفية في علم المسيحية.
ب. الأسعد أبو الفرح هبة الله:
ما عرف من مؤلفاته هو:
1. مقدمة (أجرومية) في أصول اللغة القبطية، توجد نسخة بلندن وأخرى بأكسفورد.
2. مقابلة للأناجيل باللغات اليونانية والسريانية والقبطية.
3. مقدمة على رسائل بولس، توجد نسخة بمكتبة ليبرن في هولندا.
4. مختصر كتاب يوحنا الدرجي.
5. مختصر مواعظ ذهبي الفم على تفسير متى.
6. مقال عن الأنفس الناطقة بعد مفارقتها.
7. كتاب في حساب الأبقطي، فيه بعض قواعد فلكية وتاريخية وجدول للبطاركة.
8. أرجوزة في حساب الأبقطي، شرحها البابا يوحنا (107).