أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر.
" لَطَمَكَ " فتشير إلى مثل على الأذى الشخصي. فخير لك أن تحوِّل خَدِّكَ الآخر لمن لطمك من أن تنتقم لنفسك أو أن تحقد في قلبك تاركًا النقمة لله وللحكام، كما جاء في حكمة الأمثال " لا تَقُلْ: ((أُجازي بِالشَّرّ)) بلِ انتَظِرِ الرَّبَّ فيُخَلِّصَكَ"(أمثال 20: 22). أمَّا عبارة "خَدِّكَ الأَيْمَن" فتشير إلى الكرامة الشخصيَّة، وهكذا عندما تأتي الصفعة على الخد الأيمن للإنسان تهدف إلى احتقاره واستهانته والاستهتار به، إذ يلطم المُعتدي براحة يده، وإذا لطمه من الخلف بمؤخّرة يده يُعتبر دليلا على الغدر والجبن؛ وخلاصة ما أراده المسيح هو ما تنبَّأ به أشعيا النبي من أمره " أَسلمتُ ظَهْري لِلضَّارِبين وخَدِّي لِلنَّاتِفين ولم أَستُرْ وَجْهي عنِ الإِهاناتِ والبُصاق"(أشعيا 50: 6).