رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فدَنا بُطرُس وقالَ له: ((يا ربّ، كم مَرَّةً يَخْطَأُ إِلَيَّ أَخي وَأَغفِرَ لَه؟ أَسَبعَ مَرَّات؟)) "أَغفِرَ" في الأصل اليوناني ἀφήσω فتشير الى العفو من الديون حيث أنَّ تسديد الدّين في لغة العالم والكتاب المقدس هو واجب قانوني وتجاري بين البشر، وكان هذا الالتزام ذا شان عظيم جداً في العالم القديم، حيث انه يتعرّض لفقدان الحرية في حالة عدم سداده (متى 18: 23-35). واستعمل اليهود هذه العبارة زمن المسيح لوصف موقف الانسان من الله، وهو مدين لله عاجز عن الوفاء في سَدادِ هذا الدَينْ، إذ تدل هذه الاستعارة على كون الانسان خاطئ بطبيعته البشرية ً. فالغفران هو النعمة بكل معنى الكلمة، بما اننا عاجزون عن تكفير خطايانا. لقد ورد فعل غفر ثلاث مرات في هذا النص (متى 18: 21، 32، 35) مما يدلُّ على أننا أمام وصية ثابتة لا تقبل التفسير ولا التردُّد، حيث أراد يسوع ان يذكِّر بطرس والرسل بالغفران الذي نالوه، وبالمتطلبات الأخوية التي نتجت عن هذا الغفران. إنه يربط ربطاً وثيقاً بين واجباتنا نحو الله وواجباتنا نحو إخوتنا، وفقا للعهد الوارد في الكتاب المقدس (يشوع بن سيراخ 28: 1-5). كثيرا ما أعلن ان الله يمنحنا غفرانه إن غَفرْنَا لإخوتنا " فإِن تَغفِروا لِلنَّاسِ زلاتِهِم يَغْفِرْ لكُم أَبوكُمُ السَّماوِيّ "(متى 6: 14). هذا الغفران الاخوي لا يكتسب الغفران لنا ولا يستحقه، بل يشهد لصدق طلبنا في الصلاة الربية " فَقَد أَعْفَينا نَحْنُ أَيْضاً مَن لنا عَلَيه" (متى 6: 12)، وهذا ما يدل عليه استعمال الصيغة في الماضي (أَعْفَينا). |
|