رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
ماذا أعمل من غيرك يارب وأنت كل شيء لي يتألف اليوم الواحد من ستة وتسعين ربع ساعة. والإنسان الذي لا يكرّس ربع ساعة في كل صباح للقاء الله لتغذية نفسه من كلمته المُحيية، يجب أن يعترف لنفسه بأنَّه لا يعطي الله من حياته جزءاً واحداً من أصل ستة وتسعين! أيّها القارئ الكريم، هل تسعى في كل صباح لنيل نظرة أبيك السماوي، وبالتالي لتلقّي ابتسامته، أعني بركته؟ هل مارست هذا التوقف المبارك أمام القدوس، قبل انكبابك على العمل اليومي؟ هل تتمثل برجل الله موسى في الصعود إلى الجبل ليتراءى قدام الله؟ هذا الصعود عادة مقدسة. إنَّه فعل إيمان، إذا تكرر يصبح رغبة عزيزة لديك. في الواقع إنَّ ما يمكّن حياتنا الروحية ويجعلها تستمر، هو قبل كل شيء خلوتنا مع الله. هل تريد الغوص في كنوز الكتاب المقدس لتُخرج منها لآلئ الحكمة والمعرفة الصحيحة؟ إنَّ إله الطبيعة والضمير لا يكفي لسد إعواز الإنسان. إله الكتاب المقدس وحده يستطيع أن يملأ كل هذه الاحتياجات. فٱسعَ إليه في كلمته المقدسة. قال إرميا النبي مخاطباً الله: "وُجِدَ كلامك فأكلتُه فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي" ﴿إرميا ١٥: ١٦﴾. فإن كنت تقتدي بهذا النبي الكريم، فإنَّ الوقت الذي تصرفه في التأمل والصلاة لن يقتصر على بضع دقائق. إنَّ صرف ربع ساعة يومياً مع الله في التأمل في كلمته التي هي روح وحياة هو مصدر قوة للانتصار على الخطية. إنَّه يعينك على حفظ نفسك تحت نظر الله كل يوم وكل اليوم. ويضفي على أيامك تجدُّداً وجمالاً مما يطبع شخصيتك وأعمالك بطابع مقدس لا يُمحى. اصمت قدام الله، ففي الصمت يبيّن لنا الله حالة قلوبنا، وفي الصمت أيضاً يكلمنا ويكشف لنا أفكاره وأسرار قوته العاملة لتحريرنا من ربقة الخطية. إنَّ أفضل ما في الحياة وأكثرها نفعاً هي التوقفات لالتماس الله حيث يجب أن نجلس وننصت لكي نسمع صوته. إنَّ الشباب المرتاب الجريح الذابل، هو الشباب الذي لا يعرف الصمت أمام الله. هذا الشباب في حاجة قصوى إلى التعامل مع الله بقبول "نعمته المخلّصة لجميع الناس، معلمة إيّانا أن نُنكر الفجور والشهوات العالميّة ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر" ﴿تيطس ٢: ١١﴾. المعروف بالاختبار أنَّ الأشخاص الذين كان لهم نشاط مثمر على الصعيد الروحي، هم الذين طلبوا الله في المخدع السري، وهذا مما يؤكد أنَّ حياتنا الروحية تُقاس حسابياً بالأهمية التي نضعها على المقابلة مع الله وجهاً لوجه، وعلى التعمُّق في كلمته المقدسة. فالإنسان المخلص في هذه الممارسة المقدسة، يبارك الله نشاطه ويجعله مثمراً. وبالتالي يحبب إليه هذه اللقاءات الصباحية. في أثناء التراجع الرهيب من روسيا، كان الإمبراطور نابليون بونابرت ينهض في غسق الليل ويتجوَّل في المعسكر، حيث كان جيشه ينام، أو تموت وحداته تحت أكفان من الثلج. وذات ليلة لمح ضوءًا من خلال الضباب المثلج، فأرسل أحد ضباطه إلى حيث لاح الضوء للتحقيق. ولما عاد الضابط قال للإمبراطور: "مولاي إنَّ النور ينبعث من خيمة العقيد دارووت وهو يصلي". ونجم عن ذلك أنَّه في صباح اليوم التالي من شهر كانون الأول عام ١٨١٤ عُيِّن العقيد دارووت مرافقاً للإمبراطور. وقيل إنَّ الجنرال غوردون كان يرفع علماً صغيراً أبيض عند مدخل خيمته لكي لا يدخلها أحد خلال الوقت الذي يصرفه في الصلاة ودرس كلمة الله. وماذا أقول عن فرنسوا كوالاّر بطل الإرسالية الإفريقية، الذي نال سرّ القوة بتسليم نفسه كليّاً لله في صباح كل يوم. كل هذه النخبة من رجال الله وأمثالهم، نالوا القوة بانكبابهم على الكتاب المقدس والصلاة منذ الصباح الباكر مقتفين خطوات سيِّدهم يسوع المسيح، كما يخبرنا مرقس الإنجيلي: "في الصُّبح باكراً جداً قام وخرج ﴿يسوع﴾ إلى موضعٍ خلاءٍ، وكان يُصلِّي هناك" ﴿الإنجيل بحسب مرقس ١: ٣٥﴾. في الواقع إنَّه لخليق بكل مؤمن أن يفتتح يومه بالمثول أمام الله، أي قبل أن يتناول الوجبة الأولى من الطعام اللازم لتجديد قواه الجسدية أن يأخذ قسطه من الخبز الروحي فيشبع من رحمة الله ﴿مزمور ٩٠: ١٤﴾. أيُّها العزيز الكريم، هل أنت راغب في الانتصار على الخطية؟ وهل تريد التغلُّب على عالم الشر، والتصدِّي لانجذاباته الجامحة، التي تعترض رغبتك في الحصول على خلاص الله؟ وهل تريد التخلُّص من النزوات المنحرفة، التي تصنع الشقاوة لك وللمحيطين بك؟ إن كانت هذه رغباتك، فاستعد لقبول ما يستطيع يسوع المسيح وحده منحه إيّاك. اسكب قلبك قدامه ﴿مزمور ٦٢: ٨﴾ لكي يطهّره من كل خطية ﴿رسالة يوحنا الأولى ١: ٧﴾ ولتأتِ صلاتك قدَّامه ﴿مزمور ٨٨: ٢﴾ لكي يعطيك سؤل قلبك. هناك في الصمت عند قدميه، يمكنك أن تلتقط المنَّ السماوي كل يوم، وهنا سيعلن لك سر بواعث حياته في المحبة، فتعيش في ما بعد لا لأجلك فقط، بل لأجل الآخرين أيضاً. هنا في مشغل المحبة السري، سيعمل الله فيك تبريراً وتقديساً إلى أن يزول آخر تباين بين صورتك وصورة ابنه يسوع المسيح. حينئذٍ يكون لك القلب الممكّن الذي كان للأنبياء القدامى. القلب الذي به يمكنك أن تجابه القوات المعادية والانتصار عليها. وإذا افتكرت أنَّ هذه الإمتيازات أعظم وأسمى من أن تدركها ذاتك الضعيفة، وأنّك لا تستطيع الحصول على اختبارات كهذه، فاذكر شعب العهد القديم، الذين استصغروا قدرة الله بقولهم: "هل يقدر الله أن يرتّب مائدةً في البرية؟" ﴿مزمور ٧٨: ١٩﴾. وهذه صرخة مضادة للوعد الإلهي القائل: "والقادر فوق كل شيء، أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التي تعمل فينا" ﴿أفسس ٣: ٢٠﴾. اذكر أنَّ يسوع قد غلب العدوّ لك ولي وأنَّه يستطيع أن يغلب فيك وفيّ، يوماً بعد يوم. كتب الواعظ الكبير الدكتور تورّي عن أولئك، الذين يعرفون كيف يجلسون عند قدمي الرب، فقال: "إنّ فرحهم في الرب يلمع في عيونهم ويتفجر من شفاههم. إنَّهم لا يستطيعون منع فرحهم من الجريان. إنَّه يسيل من أصابعهم، حين يشد أحد على يدهم. إنَّ الاتصال بهم يكشف عن قلوب مفعمة بالغبطة". هذا الفرح المجيد يمكن أن يكون لك، إن كنت في كل صباح تتيح لمغناطيسية حياة يسوع المُقام أن تجذبك. حينئذٍ يخرج من حنجرتك هتاف عروس النشيد القائل: "اجذبني وراءك فنجري" ﴿نشيد الأنشاد ١: ٤﴾. هناك رجاء وهناك أمل في المسيح هو الخلاص يسوع المسيح يحبكم جميعاً كثيراً كثيراً بيدو... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ليس لنا غيرك يارب |
ما ليش يارب غيرك |
يارب تعبت اوى يارب من غيرك |
يارب ما لنا غيرك |
يارب من لي غيرك |