رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«واحة الملائكة» التي حمت المسيحيين من بطش الرومان
موط وفي قول آخر «واحة الملائكة»، والتي كانت مباركة وآمنة على مسيحيي مصر في زمن الاحتلال الروماني، إذ احتمى بها الأقباط من بطش المحتل. تعد واحة موط والتي تقع في مدينة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد من أبرز المعالم، إذ تبتعد عن وادي النيل حوالي ٤٢٠ كيلو متر عبر الطريق القديم لدرب الغباري الذي يبدأ من موط وينتهي بالخارجة ثم يتجه عبر درب الاربعين لمحافظة أسيوط. وشكّل وجود الواحة واستمرارها ونموها عمرانيا معجزة تاريخية وجغرافية بالنظر إلى أنها بعيدة عن الوادي. وبالرغم من ذلك فلم تكن بلدة موط القديمة منعزلة عن بقية البلدان بل كانت نقطة اتصال تجارية وحضارية هامة على خريطة الواحات المصرية منذ القدم ربطت بين حضارات مصر والعالم وتركت لنا أثرا من الماضي يروي لنا تاريخ عميق لصحراء مصر الغربية . يوجد بالواحة معبد يعود للأسرة 26 الفرعونية، وأطلال الجبانة العتيقة والتى شيدت على شكل مصاطب، وهي لا ترقى لتكون أهرامات مثل الموجودة في الجيزة، إلا أنها تمثل مشهداً حضارياً يدل على ما اشتهر به المصريون القدامى من تقديس الموت والإيمان بوجود حياة أخرى في عالم آخر تستوجب الاستعداد لها بشكل يتناسب مع هذه القدسية. كما توجد بالواحة آثار رومانية تعود لحقبة الحكم الروماني لمصر وتعرف باسم «المزوقة» وتقع على بعد 37 كيلو متر من مدينة موط، وهي عبارة عن جبانة ترجع إلى العصر الروماني وتضم مقابر منحوتة فى الصخر وعليها نقوش زاهية تمثل خيرات الواحات ومنها إله الزرع وإله الماء ومزارع الشعير والنخيل والطيور والتحنيط والحساب والعقاب. وتضم الواحة أيضاً معبد «دير الحجر» ويقع على بعد 47 كيلو متر، ويرجع إلى عصر واحد من أشهر الأباطرة الرومان وهو الإمبراطور نيرون الذي اشتهر عنه أنه أحرق روما، والمعبد مشيد بالحجر الرملى ومنقوش على جدرانه صور ونقوش تمثل العقيدة الفرعونية، وعلى بعد حوالي 15 كيلو متر إلى الشمال من معبد «دير الحجر» تقع قرية القصر الإسلامية وهي أول الأماكن التي استقبلت القبائل الإسلامية عند وصولها الواحات سنة 50 هجرية وبها بقايا مسجد من القرن الأول الهجري وازدهرت في العصر الأيوبي وبها قصر الحاكم ومأذنه لبقايا مسجد وهى مكونة من ثلاث طوابق بارتفاع 21 متراً كما يوجد بها عدة مساجد من العصر التركى والمملوكى. يمتد تاريخ واحة موط عبر قرون إلى عام 1000 قبل الميلاد، وهو تاريخ لوحة المياه الشهيرة التي تزين معبد الإله آمون أحد الالهة القديمة في مصر الفرعونية وحيث جاء تسمية الواحة نفسها نسبة إلى “موت” وهو اسم زوجة الإله آمون، وتمثل موط مقصداً سياحياً يجمع بين السياحة التاريخية وسياحة الاستشفاء وسياحة السفاري، فهي تمتاز بجوها الصحراوي نهاراً والمعتدل ليلاً. بجانب آثار فرعونية ورومانية وإسلامية. وأهالي الواحة مسالمون وكرماء بشكل يفوق الوصف، ويفاجأ السائحون بعد حجز فنادقهم أن بيوت الواحة مفتوحة لهم ويرحب اهلها بهم على الدوام، بل ولا يعدم سائح يتجول بين شوارع موط أن يحصل على هدية علبة تمر من النوع الذي تشتهر به الواحة. |
|