رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تدرب الروح الإنسانية لتسمع لروحك How to Train Your Spirit "نفس(روح) الإنسان سراج الرب…" (أمثال 27:20). إن الرب يعطينا إستنارة ويرشدنا من خلال أرواحنا. فإذا كانت هذه هي الحالة - وهذا هو الواقع - فإننا في إحتياج لأن نكونه أكثر إحساسا بالروح. نحتاج لأن ندرك الحقيقة بأننا أناس روحيون ولسنا أناس عقلانيون أو جسديون. كما نحتاج لأن ندرب أرواحنا حتى تكون مرشداً أميناً لنا. إن من أكثر الأمور التي تضعف من شأن العالم المسيحي ككل هو أننا أكثر إدراكاً للأمور الجسدية والأمور الذهنية التي تختص بالنفس أكثر من إدراكنا بالأمور الروحية. فنحن ندرب الجسد والنفس، بينما نترك روح الإنسان دون حتى أن نلمسها أو نقترب منها. لديّ شريط كاسيت قد ساعد مسيحيين كثيرين في هذا المجال. ففي أحد إجتماعاتنا، قدّم أحد الشباب، الذي أعرفه جيداً، شهادته عن استفادته من هذا الشريط فقال: منذ بضعة سنوات، عندما كان يبلغ 31 أو 32 من العمر، بأنه قد إتجه إلى العمل الحر. ترك وظيفته التي كان يحصل منها على مرتب قدره 5500 دولار. لم يكن متزوجاً في ذلك الوقت فكان ينفق نقوده على معيشته الخاصة. وفجأة، تضاءل رأسماله حتى وصل إلى 50 دولار. أدلى هذا الشاب بشهادته فقال: "لقد إستمعت إلى شرائط الأخ هيجين. كانوا ثلاثة شرائط عن موضوع الإيمان والإعتراف، وكان أحدهم يُسمّى (كيف تدرب الروح الإنسان). كنت أستمع إلى هذا الشريط يومياً وأنا مستلقياً على الفراش. ثم أستمع إليه في الصباح وأنا أحلق ذقني. كنت أستمع إليه مراراً وتكراراً - تقريباً مئات المرات - حتى دخلَت هذه الرسالة إلى روحي. فبالإستماع إلى روحي وممارسة إيماني، وصل مجموع دخلي الآن إلى 30 مليون دولار". إن هذه الشاب يبلغ اليوم 38 عاماً فقط. ورغم أنه ليس واعظاً. بل رجل أعمال، إلا أنه قال لي أن روحه تكلمت إليه واخبرته كيف يستثمر أمواله ويشتري قطعة أرض. وفي هذا الفصل سوف أقدم لكم مضمون ما يحويه تعليم ذلك الشريط الذي يسمى: "كيف تدرب الروح الإنسانية". فروحك تستطيع أن تتعلم كما يتعلم ذهنك، وتستطيع أن تتدرب روحك وتُبنى بقوة كما يُبنى جسدك. وهنا أربعة قواعد تستطيع من خلالها أن تُدرب وتُنمي روحك الإنسانية. 1. بالتأمل في كلمة الله 2. بممارسة كلمة الله 3. بإعطاء الكانة الأولى لكلمة الله 4. بالطاعة الفورية لصوت روحك 1- بالتأمل في كلمة الله إن أعمق الرجال والنساء الروحيين الذين أعرفهم هم الذين يقضون وقتاً كافياً للتأمل في كلمة الله. فأنت لا تستطيع أن تنمو في الحكمة الروحية دون أن تتأمل. فقد وضّح الله هذه الحقيقة ليشوع في بداية خدمته بعد موت موسى مباشرة. "لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك. بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح" (يشوع 8:1). إذا كان الله لا يريد ليشوع أن يعيش في رخاء، فلماذا قال له ذلك؟ وإذا لم يُرد له أن يكون ناجحاً، فلماذا حثَّه على الحياة الناجحة؟ لقد أراد الله ليشوع أن يكون ناجحا، وهو يريدك أن تكون أنت أيضاً ناجحاً. وإذا شرحنا هذه الحقيقة بلغة العهد الجديد لكنا نقول: "لا تبرح كلمة الله من فمك - خاصة كلمة العهد الجديد - بل تأمل فيها ليلاً ونهاراً، لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيها. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح". فإذا أردت أن تفعل أشياء عظيمة في حياتك، وإذا أردت أن تتسلق فوق أي شئ، فاصرف وقتاً كافياً للتأمل في كلمة الله. ابدأ على الأقل بـ 10 أو 15 دقيقة يومياً، ثم خذ في إزدياد ذلك الوقت يوماً بعد الآخر. لقد تركت الكنيسة الأخيرة التي كنت راعياً لها عام 1949 وخرجت إلى حقل الخدمة منذ ذلك الوقت. كنت معتاداً أن أصوم وأصلي صلوات متنوعة أكثر من الآن. (فأنت تتعلم أشياء أكثر كلما نموت روحياً). فلكي تخدم خدمتين يومياً -وهذا ما أفعله دائماً- وأحياناً ثلاث، يتطلب ذلك مجهوداً جسدياً وروحياً. كنت أعظ كل صباح، وأصلي بصوت عالٍ حتى المساء، وأعظ كل ليلة. كنت أتناول وجبة واحدة في اليوم أثناء الإجتماعات فابتدأت أضعف بسبب تلك الطاقة الجسدية المبذولة. بالإضافة إلى أصلوامي المتقطعة بلا طعام أو شراب لمدة 24 ساعة يومي الثلاثاء والخميس. وفي ذات يوم قال لي الرب: "إنني أفضل أن تحيا حياة الصوم بدلاً من أن تصوم أياماً وأوقاتاً طويلاة بلا طعام أو شراب". قلت: "ماذا تقصد؟ فأنا لم أسمع أحداً يتحدث عن هذا". قال الرب: "يمكنك أن تحيا حياة الصوم بدلاّ من أن تصوم أياماً معينة ثم تعود فتأكل ما تشاء، فالصوم لا يغير شيئاً منك. فأنت هو هو لا تتغير قبل صيامك وأثناء صيامك وما بعد صيامك. فالصيام لا يغير من كلمتي ولكني ولكنه يقمع فقط جسدك. لذلك لا تأكل كل ما تشتهيه نفسك بل أقمع جسدك كل الوقت". ثم قال: "لا تقضي اليوم كله في الصلاة وإذلال نفسك أمامي قبل خدمة المساء. بل استقي على فراش وتأمل". فبدأت أرقد هناك قبل الخدمة متأملاً. كنت أقضي وقتاً طويلاً في التأمل أكثر من الصلاة والصوم. ومن هنا بدأت أنمو روحياً. وهذا ما يقوله الله في يشوع 8:1 "لأنك حينئذ تصلح طريقك…". أردت أن أكون ناجحاً في الخدمة. "…وحينئذ تصلح". وهذا ما يريد الله أن يحققه سواء كنت في الخدمة، أو راعياً للغنم أو تاجراً للسيارات، أو كيفما كنت. لا تبرح سفر هذه الشريعة من فمك. تكلّم بالكلمة. بل تلهج فيه نهاراً وليلاً. فكّر في كلمة الله. إن الترجمة العبرية لكلمة "يلهج" تحمل في طياتها ذات المعنى: فهي تعني يتمتم. تمتم كلمة الله وتحدث بها إلى نفسك. لقد قادني الرب، قبل أستمع إلى أي شخص يعلّم عن التأمل، بأن أرقد على الفراش وأتمتم بكلمة الله وأتحدث بها إلى نفسي ثم أخرج لأخدم أعظم الخدمات. بدأت أنمو روحياً وفي ذات الوقت أحتفظ بقوتي الجسدية. أحب ترجمة أخرى للجزء الأخير من يشوع 8:1 "…لأنك حينئذ تكون قادراً أن تتصرف بحكمة في كل أمور حياتك". فأنت لا تستطيع أن تحيا حياة ناجحة ما لم تتعلم كيف تتصرف بحكمة في كل أمور حياتك. ولكن كيف تستطيع أن تسلك بالحكمة في أمور حياتك؟ يتم ذلك فقط من خلال التأمل في كلمة الله والسلوك في ضوء هذه الكلمة. 2- بممارسة كلمة الله ممارسة كلمة الله تعني بأنك يجب أن تكون عاملاً بها. "ولكن كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط…" (يعقوب 22:1). لدينا الكثير من الناس الذين "يتكلمون بالكلمة"، بل والكثيرين الذين "يفرحون بالكلمة"، ولكن ليس لدينا كثيرين "يعملون بكلمة الله". إبدأ في ممارسة الإنجيل وأفعل كل ما تمليه عليك في كل الظروف. قد يعتقد البعض أنه لكي تكون عاملاً بكلمة الله فإن هذا يعني أنك يجب أن تحفظ الوصايا العشر. وهذا ما لا يقصده يعقوب 22:1. فنحن لدينا في العهد الجديد وصية واحدة هي وصية الحب. قال يسوع: "وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً" (يوحنا 34:13). وهذا ما سيفعله كل شخصاً ما، فأنت لن تفكر يوماً في سرقته ولن تكذب عليه. يقول العهد الجديد أن المحبة هي تكميل الناموس. فإذا سلكت في المحبة، فأنت لن تكسر أي قانون أعطيّ لصد وكسر الخطية. ولكي نكون عاملين بكلمة الله فهذا يعني أننا يجب أن نعمل مبدئياً كل ما قد كُتبَ بالرسائل. فهذه الرسائل كُتبت لنا نحن، أي للكنيسة. وكمثال للعمل بكلمة الله، دعونا نلقي نظرة على بعض الإرشادات التي أُعطيت لنا في إحدى الرسائل. "لا تهتموا بشيء بل في كل شئ بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله". إذن إفعل هذا! والآن نحن قد لا نهتم هنا بممارسة جزء من هذه الآية - الجزء الذي يتكلم عن الصلاة. ولكنك إذا مارست هذا الجزء دون الجزء الأول، فأنت لا تمارس كلمة الله - وبذلك تكون غير عاملاً بكلمة الله. وهذا ما تبدأ به ترجمة موسعة فيلبي 6:4 "لا تضطربوا أو تقلقوا من شيء…" أولاً ليس علينا أن نضطرب. فإذا إضطربت وكنت قلقاً، فطلباتك تكون غير مجدية. فهذا النوع من الصلاة لا ينفع. فالصلاة المملؤة بالإضطرابات والمخاوف والقلق لا تؤثر على الإطلاق. شعرت بالأسف لأحد الخدام الذي جاء إليّ منذ بضعة سنوات. (ولكن أحياناً لا تُعطى الإجابة للإنسان لكي يتم التعامل والتجانس أو التماثل معه). كانت حياته مليئة بالزوابع والتجارب. وكان يشعر بإضطراب في معدته؛ لدرجة أن معدته كانت تلفظ كل أكل بها. لم يستطع النوم. فقد كانت أعصابه مضطربة أثر حادث معين وقع له. جاء إليّ لمساعدته. بدأت أخبره عن ما تقوله كلمة الله وكيف يصلي فيما يتعلق بظروفه. وعندما شجعته لأن يأخذ هذا النص الكتابي ويعمل به، وجدته بتمرد يقول: "آه، نعم، ولكن ليس كل شخص يمتلك ذات الإيمان الذي لديك". قلت له إن الأمر لا يتعلق بكم الإيمان الذي لديه، بل يتعلق بمحاولته في ممارسة كلمة الله. وأنه إذا مارس كلمة الله، فسرعان ما سيبنى إيمانه. ثم قلت له كيف مارست واختبرت هذه الآية بالتحديد. فعندما أنفرد بنفسي، أقرأ هذه الآية بصوت مرتفع وأقول للرب بأن كلمته صادقة وأنني أؤمن بها. قلت لهذا الخادم ربما تجرب بأن تقول أنك لا تستطيع عمل شئ إزاء ذلك الإضطراب والقلق. ولكن هذا الإله لم يطلب منا أن نفعل شيئاً لا نستطيع فعله. فعندما يقول لنا الله لا تضطربوا - فهذا يعني بأنه قادر أن يحفظنا من كل إضطراب وقلق. فالله هو إله عادل لن يطلب منّا شيئاً نعجز عن فعله بأنفسنا. عندما بدأت أمارس هذه الآية، كان من السهل عليّ أن أؤمن بأن طلباتي تُعلم لدى الله، ولكنه كان من الصعب عليّ الإيمان بأنني لن أضطرب. ولكن طالما أن هذا هو ما قاله الله، إذا فعليّ أن لا أضطرب بل أقول: "إنني أرفض كل إضطارب وقلق في حياتي". أقول للرب بأنني أقدم كل طلباتي له. ثم أشكره من أجل إستجابة الصلاة. وهذا ما يُهدئ روحي ويعطي سلاماً لروحي التي يحاول الشيطان إزعاجها. ثم أذهب إلى عملي. وقبل أن أعرف ذلك، كان الشيطان يحاول أن يضع فيّ إضطراباً مرة أخرى، فأذهب ببساطة مرة إلى الإنجيل وأقرأ تلك الآية ,أعلن ثقتي بها. بدأت هذا الخدام يمارس فيلبي 6:4. ثم أخبرني مؤجراً بأن مشكلته قد انتهت وأنها لم تتضخم بالشكل الذي كان يتوقعه. فقد كان على وشك أن يرفع قضية، ولكن الله ساعده وأخرجه من كل هذا. من الممكن أن تضطرب بسبب شئ معين لدرجة أن تفقد شهيتك للأكل ولا تستطيع أن تنام. ولكن كل ما عليك فعله هو ممارسة كلمة الله وسرعان ما ستتوصل إلى النتائج. وهكذا فإن فيلبي 7:4 تأتي كنتيجة لممارسة فيلبي 6:4. "وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" (فيلبي 7:4). إن معظم الناس يريدون أن يحصلوا على ما تتحدث عنه آية 7 دون ممارسة ما تقوله آية 6. تقول ترجمة موسعة لآية 7 "وسلام الله… الذي يعلو على كل فهم، يحرس ويحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع". إن سلام الله سوف يحفظ قلوبكم وأفكاركم. ولكن هل تستطيع أن تحصد هذه النتائج وتمتلك هذا السلام دون أن تكون عاملاً بكلمة الله؟ كلا، فأنت لا تستطيع. إن آية 6 تقول لنا أن لا نضطرب. فأولئك الذين يعيشون في إضطراب وقلق، يفكرون دائماً في الجانب السلبي للحياة. بينما تعلن لنا آية 8 ما نبغي أن نفكر دائماً فيه. "أخيراً الأخوة كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل كل ما هو طاهر كل ما هو مُسر كل ما هو صيته حسن إن كانت فضلة وإن كان مدح ففي هذه افتكروا" (فيلبي 8:4). اسلك بمقتضى آية 8. مارس هذه الآية. فَكر في الأمور الإيجانبية، فالكثير من الناس يفكرون بطرق سلبية خاطئة. فأنت تستطيع أن تعرف ما يفكرون فيه من الطريقة التي يتحدثون بها. يقول الإنجيل: "…فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم" (متى 34:12). ولأنهم يعيشون في إضطراب وقلق دائم، ويفكرون في الجانب السلبي للحياة. ويتكلمون دائماً بطريقة فيها شك وعدم إيمان. لا يمكنك أن تكون عاملاً بكلمة الله وأنت دائماً تتكلم بشك وعدم إيمان. فكلما تحدثت عن بعض الأمور، كلما إزدادت في داخلك ونمت. وإذا لم تكن تفكر في كل ما هو حق وجليل وعادل وطاهر ومُسر وصيته حسن، فلا تفكر فيه أو تتحدث عنه! تقول ترجمة موسعة في 1 كورنثوس 7:13: "المحبة…مستعدة لأ تصدق أفضل شئ في كل شخص". لقد اكتشفت على مَر السنين أن معظم القصص التي سمعتها لا تتفق أبداً وبديهيات المحبة، بل أن معظمها تكون غير صحيحة. لذلك لا تتحدث عن تلك القصص التي تسمعها ولا تنشغل بمجرد التفكير فيها. قد تكون بعض ما تسمعه حقيقياً - ولكنه قد يكون غير طاهر أو مُسر أو صيته حسن - لذلك ليس علينا أن نفكر في كل هذه الأمور. فالتفكير في مثل هذه الأمور، يعطي مكاناً لإبليس. وذلك لأن قوة الإيحاء هي من أعظم الأسلحة التي يستخدمها الشيطان. فهو يحاول جاهداً أن يتدخل في تفكيرك. ولأجل ذلك تقول كلمة الله: "…ففي هذه افتكروا". وفي الرسائل، على نحو خاص، يتكلم الروح القدس إلى الكنيسة. لذلك تأمل في مضمون هذه الرسائل وما تحويه - وكن عاملاً بكلمة الله. وسرعان ما ستنمو روحياً. 3- بإعطاء الكانة الأولى لكلمة الله إن تدريب أرواحنا ونموها وتعليمها يأتي عن طريق إعطاء المكانة الأولى لكلمة الله في حياتنا. "يا ابني أصغ إلى كلامي. أمل أذنك إلى أقوالي. لا تبرح عن عينيك. احفظها في وسط قلبك. لأنها هي حياة للذين يجدونها ودواء لكل الجسد" (أمثال 20:4-22). يقول الله في هذه الآيات: "…أصغ إلى كلامي [إنتبه إليه - أعطه المكانة الأولى]، أمل أذنك إلى أقوالي [إستمع إلى ما أقوله]. لا تبرح عن عينيك [وجه نظرك دائماً إلى كلمة الله]. احفظها [كلمة الله] في…قلبك". هناك فوائد كثيرة نعود عليك إن فعلت ذلك. فلماذا يطلب منك الله أن تضع كلمته في المكانة الأولى، وأن تستمع إلى كل ما يقوله، وأن تنظر دائماً إلى كلمته، وإن تحفظها في قلبك؟ طل هذا بسبب أن كلمة الله "هي حياة للذين يجدونها ودواء لكل الجسد". إن ترجمة أخرى تقول بأن كلمة صحة هي ترجمة لكلمة الله صحة هي ترجمة للكلمة العبرية دواء إن كلمة الله "هي دواء لكل الجسد"، فهناك شفاء في كلمة الله. في خلال الإثنى عشر عاماً التي كنت أعمل فيها راعياً، كنت أجد أعضاء الكنيسة المرضى، يذهبون إلى المستشفى، ثم يطلبون الصلاة من أجلهم. أنا لا أعني بالطبع أنه من الخطأ أن نذهب إلى الأطباء، فنحن نؤمن بالمستشفايات والأطباء. ونحن نشكر الله من أجلهم. ولكنني أقول، لماذا لا نضع كلمة الله في المكانة الأولى بدلاً من أن تكون كلمة الله هي الملاذ الأخير للمؤمنين؟ أخبرني خادم معمداني، ذاك الذي لم يكن يؤمن بالشفاء الإلهي في ذلك الوقت، بأنه يعاني من بعض المشاكل في الحلق اللوز. وقد أصر الأطباء على إزالتها. وقد تحدد التاريخ بالفعل لإجراء العملية. إعتادت أسرته على قراءة الإنجيل والصلاة معاً كل صباح قبل أن يذهب الأبناء ‘لى المدرسة. وكانت القراءة اليومية في ذات اليوم، الذي تقرر فيه دخول هذا الخادم إلى المستشفى، عن آسا الملك الذي اشتد المرض في رجليه ولم يطلب الرب بل طلب الأطبياء فمات (2 أخبار الأيام 12:16-13). صُدم الخادم من قراءة هذا النص الكتابي. فقد أدرك أنه لم يُصلِ قط من أجل اللوز. ثم شارك زوجته وأولاده في هذا الأمر وكلب منهم أن يصلوا معاً من أجل هذا. ولما صلوا، كلب منه الرب أن لا يزيلهم. ولدهشته، قام الرب بشفائه بكلمة الله ولم يعد يشتكي من أية إضطرابات مرة أخرى. وهنا نجد درساً يجب أن نتعلمه جميعاً. فالإنجيل لم يطلب الرب أولاً. لذلك يجب أن نتدرب كيف نضع الرب في المكانة الأولى. يجب أن نتدرب على أن نسأل أنفسنا في كل الأمور قائلين: "ماذا تقول كلمة الله في هذا؟" يجب أن نسأل أنفسنا عن ما يريد الله أن يقوله في كل أمور حياتنا، ثم نضع كلمة الله في المكانة الأولى. قد يحاول الأصدقاء أو الأسرة أحياناً أن يدفعوك لفعل لبعض الأشياء، ولكنك في إحتياج لأن تفكر فيما تقوله كلمة الله. لذلك ضع كلمة الله أولاً في كل مجالات حياتك. 4- بالطاعة الفورية لصوت روحك لروح الإنسان صوت. ونحن نسمي هذا الصوت بالضمير. أو قد نسميه أحياناً بالدافع، أو الصوت الداخلي، أو الإرشاد بينما يسمي العالم هذا بالإحساس. أما هذا فمعناه أن روحك تتكلم إليك. فكل روح إنسان لها صوت سواء كانت تلك الروح قد حصلت على الخلاص أم لا. إن روح الإنسان، كما رأينا في الفصول السابقة، هي الإنسان الروحي، أو الإنسان الداخلي الباطن. فهو مختبئ ومتداخل حتى في الأحاسيس الجسدية. فأنت لا تستطيع أن تراه بعينيك الطبيعية، أو تلمسه ليدك الطبيعية. وهذا هو الإنسان الذي أصبح خليقة جديدة في المسيح (2 كورنثوس 17:5). فعندما يولد الإنسان مرة أخرى، فإن روحه نصبح روحاً جديدة. لقد تنبأ الله من خلال حزقيال وإرميا بأنه سيأتي وقت ينزع فيه القلوب الحجرية القديمة ويضع قلوباً جديدة بدلاً منها. قال بأنه سيضع روحه فينا. وتبعاً لذلك فقد أصبحت تلك الولادة الجديدة متاحة للجميع بالعهد الجديد. فالولادة الجديدة هي ولادة ثانية لروح الإنسان. وكما تقول لنا الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس 17:5 بأنه إذا كان أحد في المسيح يسوع فهو خليقة جديدة - الإشياء العتيقة التي في روحه قد مضت، وانتُزِعت طبيعته القديمة، وهوذا الكل قد صار جديداً. فإذا أعطيت لهذه الروح الجديدة إمتياز التأمل في كلمة الله، لسوف تكون كلمة الله هي مصدر المعلومات. ستكون روحك قوية، وسوف يصبح صوت ضميرك الداخلي مرشداً حقيقياً لك. هل لاحظت بأن التأمل في كلمة الله وممارستها بإعطائها المكانة الأولى، لهي أمور تأتي قبل الخضوع لروحك؟ فإذا كان لروحط إمتياز التأمل في كلمة الله، وممارستها ووضعها في المكانة الأولى. حينئذ ستكون مرشداً أميناً ذات سلطان قوي لك. "روح الإنسان سراج الرب…" (أمثاب 27:20). إن روحك الجديدة تحمل في طياتها حياة وطبيعة الله، فالروح القدس يسكن داخل روحك. "…لأن الذي فيكم أعظم من الذي في العالم" (1 يوحنا 4:4). إن الروح القدس يسكن داخل روحك. فإن الله يتعامل معك من خلال روحك إذ أن هذا هو المكان الذي يسكن فيه، كما تتلقى روحك المعلومات منه. تعلّم أن تخضع لصوت روحك. وإذا لم تكون معتاداً على فعل ذلك، بالطبع لن تصل إلى ذلك بسرعة. فسوف يستلزم ذلك بعض الوقت. وكما سبق وقلنا إن روحك يمكن أن تُبنى ونتقوى بالمثل كما يُبنى جسدك ويتقوى. فروحك تتلقى تعليماً كما يتلقى ذهنك التعليم. وكما أنك لا تستطيع أن تبدأ الدراسة من المرحلة الأولى ثم تتخرج ن المرحلة الثانية عشر في الأسبوع التالي، هكذا فإن روحك لن تتعلم أو تنتهي من التدريب ما بين يوم وليلة. فإذا اتبعت تلك النقاط الأربعة ومارستهم في حياتك، فسرعان ما ستعرف إرادة الله الآن من نحوك حتى في أدق التفاصيل في حياتك. وحالاً ما ستحصل على إرشادات فورية وإجابات محددة بنعم أو لا. وستعلم بروحك ما يجب أن تفعله في كل أمور حياتك. الصلاة في الروح "لأنه إن كنت أصلي بلسان فروحي تُصلي وأما ذهني فهو بلا ثمر. فما هو إذاً. أصلي بالروح وأصلي بالذهن أيضاً. أرتل بالروح وأرتل بالذهن أيضا" (1 كورنثوس 14:14-15). من أعظم الإختبارات الروحية هي أن تصلي بألسنة كل يوم. إذ أن روحك هكذا تكون على إتصال دائم مع أبي الروحي. "لأن من يتكلم بلسان لا يتكلم الناس بل الله لأن ليس أحد يسمع. ولكنه بالروح يتكلم بأسرار" (1 كورنثوس 2:14). عندما تصلي بلسان فروحك هي التي تصلي، الروح القدس هو الذي يعطي الكلمات، أما روحك هي التي تنطق وتصلي بها. قال بولس: "لأنه إن كنت أصلي بلسان فروحي تصلي…" (1 كورنثوس 14:14). إنني أتبع يومياً سياسة الصلاة بألسنة. لأن ذلك يجعل روحي على إتصال مستمر دائم مع أبي الروحي. ويجعلني أكثر حساسية وشعوراً بالروح. وعندما ـصلي بلسان، فذهنك يصبح هادئاً - وذلك لأنك لا تستخدم ذهنك في الصلاة. وبمجرد أن يهدأ ذهنك، تكون أكثر إحساساً بروحك، وبالأمور الروحية. أخرج من دائرة المشاعر. وأخرج من دائرة الجسد. وأخرج من دائرة الذهن والمنطق العقلي. وادخل إلى دائرة الإيمان وإلى دائرة الروح. فالإيمان يأتي من الروح، حيث تحدث الأشياء العظيمة |
|