|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المخلص يطلب الخلاص! خلصني يا الله لأن المياه قد دخلتْ إلي نفسي، غرقتُ في حمأة عميقة … تعبتُ من صراخي (مز69: 1-3)مَنْ الذي يطلب الخلاص هنا؟ إنه الأسد الخارج من سبط يهوذا، الذي ليس بأحد غيره الخلاص!! غير أن الأشرار عند الصليب سخروا منه وتهكموا عليه « أما نفسه فما يقدر أن يخلصها ». ونحن نعلم أنه لو كان الأمر يتوقف على قدرته في أن يخلص نفسه، ما كان أسهل ذلك عليه، لكن المسيح لم يستعمل قوته عند الصليب. كان في مقدوره لو استعمل قوته أن يفني الإنسان، بل والشيطان، لكن ما كان يصلح هذا لفدائنا. بل لكي يفدينا كان لا بد من دفع الثمن. والثمن كان أن يذوق بنعمة الله الموت. إن الكبش الذي قدمه إبراهيم عوضاً عن إسحاق ابنه كان مُمسكاً في الغابة بقرنيه، أي لم يكن مُصرحاً له باستخدام قوته. فليس هنا مجال استخدام القوة، والمسيح « صُلب من ضعف ». إنه يقول: « خلصني يا الله ». وذلك لأنه جاء لا ليخلص نفسه، بل ليخلص الآخرين عن طريق موته. لذا فإن المخلِّص يطلب في ع1 الخلاص، والفادي يطلب في ع18 الفداء! ومستجيب الدعاء يطلب في ع13، 16، 17 سرعة الاستجابة! ثم يقول: « غرقتُ في حمأة عميقة وليس مقر ». لقد كانت كارثة كبرى أن تغرق أعظم وأشهر باخرة في التاريخ: الباخرة تيتانيك. لكننا هنا نجد الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته يقول « غرقت ». لقد هبَّت عليه في كل رحلة حياته رياح كثيرة، وهاجمته عواصف عاتية، فصمد. لكننا هنا في الجلجثة نجد معبود القلب يغرق! وما هذه الحمأة العميقة التي غرق فيها سيدنا القدوس؟ إنها حمأة خطايانا المُرعبة؛ من نجاسات تقشعر لها الأبدان! من خيالات الإنسان الدنس، وأقواله النجسة، وأفعاله الخبيثة … الكذب والنفاق، الغضب والبغضة، أفعال الرجال الأشرار على مرّ الزمان، وشرور النساء الساقطات على مدى تاريخ الجنس البشري. بل ولماذا نذهب بعيداً؟ فكِّر في الخطايا التي في داخلنا. نعم، خطاياي أنا وخطاياك أنت أيها القارئ العزيز!! تأملي يا نفسي وأطيلي التفّرس في هذا المشهد الرهيب! تأملي سيدك القدوس وهو غارق لأجلك في طين حمأة الخطية!! تأملي واسجدي أمامه بكل الورع والخشوع. |
|