رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أُبَارِكُ الرَّبَّ الَّذِي نَصَحَنِي، وَأَيْضًا بِاللَّيْلِ تُنْذِرُنِي كُلْيَتَايَ. شعر داود بنعمة الله عليه في إرشاده طوال اليوم إلى الحق؛ ليسلك باستقامة، فشكر الله وباركه؛ لأنه ينصحه ويهديه. إنه عمل الروح القدس الذي عمل في العهد القديم بشكل جزئى، وفى العهد الجديد على الدوام في قلب كل مؤمن في الكنيسة. الشكر والتسبيح ومباركة الله تثبت الإنسان في علاقة قوية مع الله وتفيض عليه ببركات أوفر، فيسمع صوت الله أوضح ويرشده في كل خطواته. إن داود لا يمل من الصلاة، فهو يصلى طوال النهار وفى الليل أيضًا، بل يجلس ليتأمل أعمال الله معه طوال النهار وحينئذ يسمع صوت الله من أعماقه، التي ترمز إليها كليتاه. فهو منتبه طوال النهار عن طريق الشكر، وكذلك في الليل يراجع نفسه، فيسمع أيضًا صوت الله وبهذا يبتعد عن الخطية نهارًا وليلًا. الليل فرصة يحاسب فيها داود نفسه على أخطائه طوال النهار، ويرشده الله من داخله وينذره ليتوب عن خطاياه، حتى أنه كان يبكى ويعوم سريره بدموعه، كما يذكر في (مز6). الليل يرمز لظلمة الخطية وأثناءها يحرك الله أعماق الإنسان، فتنبهه للتوبة والرجوع إلى الله. يظهر في هذه الآية عمل الروح القدس، فهو ينصح داود وكل مؤمن خاضع لله أثناء النهار، وفى الليل يرتفع صوته ويسمعه الإنسان بوضوح في شكل إنذارات قوية للأخطاء التي حدثت أثناء النهار وتجعله محترسًا طوال الليل، فهو في حماية الروح القدس، ولذا يحيا باستقامة. عمل الكلية في الجسم هو تنقية الدم من السموم؛ لذا استعارها داود؛ لتعبر عن عمل الروح القدس في أعماق الإنسان، لينقيه من كل خطية ويقوده للتوبة. |
|