رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديستان البارتان مارانا وكيرا الحلبيتان (القرن5م) 28 شباط غربي (12 آذار شرقي) كتب سيرتهما ثيودوريتوس القورشي ( الفصل التاسع و العشرون من تاريخ أصفياء الله) . علق في مطلع الكلام عليهما بالقول انهما بين النساء اللواتي " جاهدن بعزيمة ليست في شيء أقل من عزائم الرجال لأنهم رغم طبيعتهم الضعيفة اظهرن من البسالة ما يضاهي شجاعة الرجال" واضيف ان مارانا و كيرا تفوقتا على جميع النساء في بطولتهما في الجهاد . مدينتهما كانت حلب و انتماؤهما إلى طبقة الأشراف تربّتا تربية راقية. تخلّت مارانا وكيرانا عن حياة الرّغد والعيش في العالم، وجعلتا لهما حصناً صغيراً عند مدخل المدينة وأوصدتا الباب بالطين والحجارة. كانتا قد اصطحبتا معهما خادماتهما اللواتي رغبن في العيش على طريقتهما. وقد شيَّدتا لهنَّ ديراً صغيراً خارج حصنهما، ثمَّ صارتا تُطلاّن عليهنَّ من نافذة صغيرة وتدعيانهن إلى الصلاة فتُضرمان فيهنَّ نار المحبَّة الإلهية. أما هما فعاشتا في الهواء الطلق دون غرفة أو كوخ. طعامهما كان يصل إليهما عبر نافذة، منها أيضاً كانتا تخاطبان النساء الآتيات لزيارتهما. غير أن الزيارات كانت تتم في زمن العنصرة فقط. فيما عدا ذلك كانت المجاهدتان تلتزمان حياة الهدوء.لم تعتد كيرا الكلام البتّة. وحدها مارانا كانت تكلِّم الزائرات. كما اعتادتا حمل السلاسل الحديدية: الطوق في العنق والزّنار في الخصر والباقي في الذراعين والرجلين. كان جسم كيرا منحنياً إلى الأرض حتى لم تستطع أن تنتصب البتَّة. وقد فتحتا لثيودورتيوس وهو أسقف باب موضعهما فشاهدهما وتعجَّب.كذلك أخبر أنهما سارتا على هذا المنوال لا خمساً ولا خمسة عشر سنة وحسب، بل اثنتين وأربعين سنة.لم تخبُ حرارتهُما البتَّة. كانتا مستعدتين أبداً لتقبّل المطر وسقوط الثلج عليهما وكذا حرارة الشمس بلا حزن ولا تذمر. صامتا على غرار موسى، أربعين يوماً لم تتناولا شيئاً من الطعام. فعلتا ذلك ثلاث مرَّات.كما صامتا صوم دانيال ثلاثة أسابيع. خرجتا لزيارة الأماكن المقدَّسة فلم تتناولا الطعام ذهاباً وإياباً إلاَّ مرَّة واحدة مع أن الرحلة استغرقت قرابة العشرين يوماً. كذلك زارتا ضريح القديسة تقلا في إيصافريا وبقيتا صائمتين ذهاباً وإياباً. استمرتا في الجهاد وأضحتا زينةً لجنس النساء ومثالاً لهنَّ. رُقادَهُما: رقدتا في الرَّب الإله مكمَّلتين بالفضيلة مجاهدتين بعزيمة ليست في شيء أقل من عزائم الرجال. وكانتا قد تفوَّقتا على جميع النساء في بطولتهما في الجهاد. يُذكر أن ديرهما كان في باب الجنائن قرب باب أنطاكية في حلب. طروبارية للقديستان مارانا وكيرانا باللحن الثامن بكِ حُفظت الصورة باحتراس وثيق أيتها الأم (مارانا أو كيرانا). لأنكِ قد حملتِ الصليب فتبعتِ المسيح، وعملتِ وعلَّمتِ أن يُتغاضى عن الجسد لأنهُ يزول، ويُهتمَّ بأمور النفس غير المائتة. فلذلك أيها البارة تبتهج روحكِ مع الملائكة. |
|