القدّيس أندراوس الأورشليمي رئيس أساقفة كريت
نشأته:
ولد االقدّيس أندراوس في دمشق حوالي العام 660م. كان في سنيه السبعة الأولى محرومًا من النطق. ولم ينعتق من هذه العلّة إلّا بمساهمة القرابين المقدّسة. مذ ذاك برزت لديه مواهب غير عاديّة لا سيّما في البلاغة ودراسة الكتاب المقدّس. نذره ذووه لخدمة كنيسة القيامة في أورشليم.
إنخراطه في الكنيسة:
لاحظ قائم مقام البطريرك، ثيودورس، مواهب أندراوس فجعله ابنه الروحي، وراح يعدّه ليكون خلفًا له، رغم صغر سنّه.
فعيّنه أمينًا للوثائق البطريركيّة ومسؤولاً عن الشؤون الكنسيّة.
بهذه الصفة أُوفد إلى القسطنطينية بمعيّة شيخين قدّيسين ليقدّم للإمبراطور والبطريرك اعتراف إيمان كنيسته دعمًا لإدانة هرطقة المشيئة الواحدة. وفيما عاد الشيخان القدّيسان إلى فلسطين، بقيّ االقدّيس أندراوس في العاصمة المتملّكة حيث توفّرت له ظروف مؤاتية للصلاة والدراسة والأعمال الرسوليّة.
فضائل االقدّيس أندراوس جعلت بطريرك القسطنطينية يسيمه شمّاسًا في كنيسة االقدّيسة صوفيا، كما أوكل إليه مهمّة العناية بميتم االقدّيس بولس وملجأ الفقراء.
وعلى مدى عشرين سنة ثابر بغيرةٍ كبيرةٍ على إدارة مؤسستي الإحسان هاتين بحيث نمتا وتحوَّلتا إلى ميناءين للخلاص بفضل حثّه على التوبة والفضيلة.
تقلّب الأوضاع في القسطنطينيّة:
نجح في عمله حتىَّ أنّه في عام 711م صار رئيس أساقفة على كريت، وبقي اسمه مرتبطًا بها اذ نقول اندراوس الاقريطشي أو الكريتي.
لكن قبل أن يغادر إلى موقعه الجديد انقلبت الأمور في القسطنطينية، فاغتصب فيليبيكوس العرش وأُطيح بالبطريرك كيروس وعُين يوحنا السادس محلّه.
مهمّة هذا الأخير كانت إلغاء قرارات المجمع السادس وإنعاش هرطقة المشيئة الواحدة. ويبدو أن قدّيس الله رضخ في ذلك الحين، لضغط السلطة الجديدة عليه. ولكن ما إن استُبعد فيليبيكوس بعد سنتين حتى عاد اندراوس إلى نفسه تائبًا معترفًا بمشيئتين في المسيح.
من مميّزاته:
ورد أنّه ردّ بصلاته هجمة للعرب المسلمين ضد جزيرة كريت ونجّى الجزيرة من موجة جفاف بالدعاء والدموع وصدّ وباءً ضرب البلاد.
كان الكل لكل واحد. غادر كريت إلى القسطنطينية وعزّز الدفاع عن الإيمان القويم في شأن الإيقونات وإكرامها.
من أعماله وكتاباته: ترميم ونتظيم و وكتابة صلوات.
- رمّم القدّيس اندراوس الكنائس والأديرة وأسّس كنيسة لسيّدة بلاشيرن ذكرًا للكنيسة التي تحمل الاسم نفسه في القسطنطينية.
- نظَّم ملجًأ للمرضى والعجرة والمعوزين. دعمه له لم يكن بالمال وحسب، بل بالحضور الشخصي، بالدرجة الأولى. هكذا وجد معتنيًا بذوي العاهات بنفسه بالعمل اليدوي الطيّب وكلمة العزاء معًا.
- كتب عدد من الميامر إكرامًا لأعياد السيّد الرّب يسوع ووالدة الإله واالقدّيسين.
هذا شكّل ميراثًا ثمينًا في الأدب الآبائي. كذلك تزيينًا لاحتفالات كنيسته وضع، بجدارة منقطعة النظير، عددًا كبيرًا من الأناشيد لا زالت محفوظة في كتبنا الليتورجية إلى اليوم.
- كتب قانون التوّبة الكبير الذي يتلى الذي يُتلى في زمن التريودي، وذلك الأسبوع يوم الخميس من الأسبوع الخامس.
ملاحظة ليتورجيّة:
وهو أوّل من نظّم الاناشيد الدينيّة بطريقة القانون كما كان االقدّيس رومانس المرنم أوّل من نظمها بطريقة القنـداق.
رقاده:
رقد قدّيس الله في 4 تموز سنة 740م أثناء رحلته إلى جزيرة ميتيلين. المفارقة أنّه عرف مسبقًا ساعة انتقاله من هذا العالم بنعمةٍ من الله.
طروبارية باللحن الرابع
لقد أظهرتك أفعال الحق لرعيتك قانوناً للإيمان، وصورةً للوداعة ومعلماً للإمساك، أيّها الأب رئيس الكهنة اندراوس، فلذلك أحرزت بالتواضع الرفعة وبالمسكنة الغنى، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.
قنداق باللحن الثاني
لقد بوقت علانية بالترنيمات الإلهية، فظهرت كوكباً للعالم باهر الضياء، متلالئاً بنور الثالوث يا اندراوس البار، فلذلك نهتف إليك جميعنا: لا تزال متشفعاًمن أجلنا كافةً.