|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة الجهاز الذي يخشي من تكرار سيناريو عبدالناصر
لسنوات طويلة ظلت الولايات المتحدة اللاعب الأوحد في الشأن المصري وساعدها علي ذلك وجود الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي ظن الدعم الأمريكي له سيمنحه القوة وسيؤكد حكمه ومن بعده جاء الرئيس السابق محمد مرسي الذي منح واشنطن أكثر مما تريد حيث سلمها مفتاح معلومات القصر الرئاسي، وبعد سقوط مرسي وظهور عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع كمرشح اول للرئاسة بدا التوتر واضحا علي الجانب الأمريكي وأكثر ما يزعج الولايات المتحدة من السيسي هو صفاته المشتركة مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لاسيما فيما يتعلق بصفة عدم تبعيته لأي من الدول، وهو الأمر الذي عبر عنه مايلز كوبلاند، ضابط المخابرات الأمريكي، في كتابه "لعبة الأمم" في حديثه عن الحلم الأمريكي في أن يكون الرئيس المصري تابعا لهم وقال كوبلاند إن المخابرات الأمريكية نصحت عمر سليمان صراحة بعدم الترشح للرئاسة 2012 لأنه كرجل مخابرات يستحيل عليها الاقتراب المهني منه بهدف السيطرة، كما أن خبرته الأمنية يصعب معها حصاره من خلال معاونيه، ثم أن هناك ملفات يكاد يكون هو الوحيد القادر علي التعامل معها. أما عن فترة مرسي فتفريغ الاتصالات الهاتفية في قضية التخابر الرئيس المعزول ومدير مكتبه أحمد عبدالعاطي قبل الثورة تؤكد أن المخابرات الأمريكية قد نجحت لأول مرة في تحقيق حلمها بأن يحتل أحد عملائها مقعد الرئاسة في مصر. والمخابرات الأمريكية والمعروفة باسم وكالة الاستخبارات الأمريكية هي أهم الأجهزة الرئيسية للتجسس ومقاومة التجسس في الولايات المتحدة. وتم تأسيسها خلال الحرب العالمية الثانية بأمر من الرئيس الأمريكي حينئذ هاري ترومان لتحل محل مكتب الخدمات الإستراتيجية الذي كان قد أسسه الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت، حيث جاء تأسيسها تحت ضغط الاستخبارات العسكرية ومكتب المباحث الفيدرالي. وتم توكيل ألن دالاس الذي يعد أحد أهم مؤسسي الجاسوسية الأمريكية بإنشاء الجهاز، لكن بعد ارتكابه لعدة أخطاء أبعده الرئيس ترومان عن المنصب وحل محله الجنرال فالتر سميث، لكن مع مجيء أيزنهاور للبيت الأبيض عاد دالاس مرة أخري رئيسا للمخابرات ودعمه وقتها وجود أخيه جون فوستر دالاس وزيرا للخارجية. ونتيجة لنشاطات الوكالة الكبيرة حول العالم فإن ميزانيتها السنوية توازي ميزانية عدة دول نامية مجتمعة، حيث يقدر عدد العاملين بها حوالي 250 ألف موظف وجاسوس يقدمون تقارير يومية يطلع عليها الرئيس الأمريكي بنفسه. وينسب إلي وكالة المخابرات المركزية سلسلة طويلة من العمليات السياسية والعسكرية في عدد كبير من دول العالم، ولاسيما في الشرق الأوسط وامريكا الوسطي والجنوبية وغرب إفريقيا حيث وقعت العديد من الانقلابات العسكرية والتصفيات العرقية والفردية. ويكشف التاريخ أن الولايات المتحدة تستخدم العديد من الوسائل للتجسس مثل طائرات "يو تو"، التي استخدمت من قبل فوق أراضي الاتحاد السوفيتي لتصوير والتقاط الرادار, كما تستخدم السفن البحرية مثل السفينة بيوبلو التي تم القبض عليها في كوبا عام 1968، إضافة إلي ذلك يتم استخدام العملاء المباشرين سواء كانوا دبلوماسيين أو غير دبلوماسيين بهدف الحصول علي المعلومات السرية. ويرأس المخابرات الأمريكية حاليا جون برينان وهو من مواليد 22 سبتمبر 1955، وكان كبير مستشاري مكافحة الإرهاب للرئيس الأمريكي باراك أوباما، كما عمل مديرا لمكتب الاستخبارات الأمريكية في سفارة بلاده بالرياض، ودرس سياسات الشرق الأوسط وتعلم اللغة العربية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، الأمر الذي يعني أن اختياره جاء للتركيز علي المنطقة العربية ومصر تحديداً.. برينان تخرج في جامعة فوردهام بدرجة البكالوريوس عام 1977 وحصل علي درجة الماجستير في السياسة ثم تدرب عام 1980 في مركز عمليات الاستخبارات المركزية وانضم إليها عام 1981 وكان من المتوقع أن يتسلم برينان رئاسة وكالة الاستخبارات بعد فوز أوباما في الانتخابات لكن تم سحب ترشيحه بسبب الانتقادات التي وجهت له بعد دعمه للتقنيات المحسنة في استجواب الإرهابيين الضالعين في هجمات 11 سبتمبر بعد ذلك عمل مستشارا لشئون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب حتي سنحت الفرصة من جديد لترشيحه لتولي الاستخبارات المركزية في السابع من يناير من العام الماضي. |
|