لقد اختبر معلمنا بولس الرسول -أثناء محاكمته الأولى- يد الله القوية التي سندته، عندما تخلى عنه جميع أحبائه، ولكنه مع هذا صفح لهم تقصيرهم في حَقِهِ، كقوله: "فِي احْتِجَاجِي الأَوَّلِ لَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ الْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ. وَلكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ، فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ الأَسَدِ" (2تي4: 16- 17). فياليتنا لا نعشم كثيرًا في معونة البشر، ولا ننشغل بلوم مَن لم يقدم لنا معونة وقت الشدة، ولكن علينا بالحري التعلق بالله القادر، عون من لاعون له ورجاء من لا رجاء له.