ياصديقي لست أدري ما أنا
أو أتدري انت ماأنت هنا
أنت مثلي تائه في غربة
وجميع الناس أيضًا مثلنا
نحن ضيفان نقضي فترة
ثم نمضي حين يأتي يومنا
عاش آباؤنا قبلًا حقبة
ثم ولى بعدها آباؤنا
قد دخلت الكون عريانًا
فلا قنية أملك فيه أو غنى
وسأمضي عاريًا عن كل ما
جمع العقل بجهل واقتنى
عجبًا هل بعد هذا نشتهي
مسكنًا في الأرض أو مستوطنًا
غرنا الوهم ومن أحلامه
قد سكرنا وأضعنا أمسنا
ليتنا نصحو ويصفو قلبنا
قبلما نمضي وتبقى ليتنا
لست أدري كيف نمضي أو متى
كل ماأدريه انا سوف نمضي
في طريق الموت نجري كلنا
في سباق بعضنا في اثر بعض
كبخار مضمحل عمرنا
مثل برق سوف يمضي مثل ومض
ياصديقي كن كما شئت إذن
واجرفي الآفاق من طول لعرض
ارض آمالك في الألقاب أو
ارضها في المال أو في المجد ارض
واغمض العين وحلق حالمًا
ضيع الأيام في الأحلام واقض
آخر الأمر ستهوى مجهدًا
راقدًا في بعض أشبار بأرض
بهذا القلب وتبقى صامتَا
لم يعد في القلب من خفق ونبض
ماضجيج الأمس في القلب إذن
أين بركانه من حب وبغض
قل لمن يبني بيوتًا ههنا
أيها الضيف لماذا أنت تبني
قل لمن يزرع أشواكَا كفى
هو نفس الشوك أيضَا سوف نجني
قل لمن غنى على الأهواء هل
في مجىء الموت أيضَا ستغني
قل لمن يرفع رأسَا شامخَا
في اعتزاز في افتخار في تجن
خفض الرأس وسر في خشية
مثلما ترفع رأسَا سوف تحنى
قل لمن يعلو ويجري سابقا
يا صديقي قف قليلًا وانتظرني
نحن صنوان يسيران معَا
انا في حضنك مل أيضَا لحضني
قل لمن يعتز بالألقاب إن
صاح في فخره من أعظم مني
نحن في الأصل تراب تافه
هل سينسى أصله من قال اني