رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خليقة جديدة في المسيح واحدة من البرَكات الكثيرة التي يُعطينا إيَّاها المسيح حين نؤمن به، هي أنَّهُ يجعلنا خليقة جديدة، أي يُغيِّر قُلوبنا ويُجدِّد عقولنا لكي نَفتَكِر فيما يُرضيه ويتوافق مع مشيئته، وبذلك لا تبقى معلوماتنا عنه نظرِيَّة فقط بل تُصبح معرفتنا لهُ فاعِلة في حياتنا أكثر وأكثر لكي يراها الجميع من حولنا. نحن كمؤمنين في المسيح نُصبح خليقة جديدة تبدأ عبر ما نُسمّيه “الوِلادة الجَديدة” ويتمّ ذلك حين يلمس الرَّب قُلوبنا ويفتح بصيرتنا من خلال عمل روحه القدُّوس، فنأتي إليه بالتَّوبة. لكن هذا لا يتعارض مع كَون التَّجديد هو عمل مستمرّ في حياة المؤمن، فنحن نتجدَّد بشكل دائم وننمو لكي نَصِل إلى مِلء قامة المسيح، ونُسمّي ذلك “النُّموّ في المسيح”. “حَتَّى نَصِلَ جَمِيعاً إِلَى وَحْدَةِ الإِيمَانِ وَوَحْدَةِ الْمَعْرِفَةِ لابْنِ اللهِ، إِلَى إِنْسَانٍ تَامِّ الْبُلُوغِ، إِلَى مِقْدَارِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ.” (أفَسُس 13:4) لنأخذ بولُس الرَّسول على سبيل المثال، فعند لقائهِ بالرَّب يسوع تجدَّد، لكن هذا التَّجديد استمرَّ في مسيرته طوال حياته، حيثُ يتحدَّث في الإصحاح الرَّابع من رسالته إلى أهل أفَسُس عن ثلاث أمور رئيسيَّة تُساعد المؤمنين على النُّموّ والتَّجديد بشكل دائم: أوَّلاً: على المؤمن أن يعيش بحسب الدَّعوة التي دعاهُ إليها المسيح كونه صار خليقة جديدة فيه، وأن يترُك الخطايا التي كانت تُقيِّدهُ وتَستعبِدهُ ليَكسِر وَصايا الله. “…أُنَاشِدُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا سُلُوكاً يَلِيقُ بِالدَّعْوَةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتُمْ، بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَوَدَاعَةٍ وَطُولِ بَالٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فِي الْمَحَبَّةِ” (أفَسُس 1:4-2) ثانياً: على المؤمن أن يتَّكِل على نعمة الرَّب التي من دونها لا يستطيع أن يفعل شيئاً، لأنَّ النِّعمة تُمكِّنهُ من استخدام مواهبه لمجد الله. “عَلَى أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا قَدْ أُعْطِيَ نِعْمَةً تُوَافِقُ مِقْدَارَ مَا يَهَبُهُ الْمَسِيحُ.” (أفَسُس 7:4) ثالثاً: على المؤمن أن يخدم الله وسط جماعة المؤمنين (الكنيسة) بحسب الموهبة المُعطاة له لكي يساعد بها إخوته على النُّموّ في الإيمان أيضاً. “وَهُوَ قَدْ وَهَبَ الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لِتَأْهِيلِ الْقِدِّيسِينَ مِنْ جِهَةِ عَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ” (أفَسُس 11:4-12) الحياة الرُّوحيَّة بالنِّسبة للمؤمن لا تتوقَّف عند الإيمان فقط بل هي شهادة حيَّة عن عمل هذا الإيمان، لذلك علينا أن نسلُك دائماً فيما يتوافق مع المَكانة التي حصلنا عليها في المسيح مُظهرين بذلك حقيقة التَّغيير الذي صنعهُ الله في حياتنا. “فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ، فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: إِنَّ الأَشْيَاءَ الْقَدِيمَةَ قَدْ زَالَتْ، وَهَا كُلُّ شَيْءٍ قَدْ صَارَ جَدِيداً.” (كورنثوس الأولى 17:5) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة (2 كو 5: 17) |
فى المسيح أصبحنا خليقة جديدة |
إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة |
أنا خليقة جديدة في المسيح |
فى المسيح انا خليقة جديدة |