رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تتكلّم هذه الصور الرائعة عمّا تحقّق في العذراء من نبوءاتٍ ورسومٍ مسبقة عنها وردت في العهد القديم. فالعذراء هي الهيكل الحقيقيّ، لأنّها حَوَت وحملت الكلمة ذاتها. في العهد القديم، استلم موسى الوصايا الإلهيّة العشر على جبل سيناء مكتوبةً على لوحَين حجريَين، فصارتْ هذه الكلمات المنقوشةُ على لوحَين حجريَين، كلمةَ الله وخطابَه للبشر، وكانت تمثّل إرادته، وتعبّر عن حضوره بينهم. لذلك حلّت محلّ الله مباشرة. وبنى الناس لله هيكلاً ووضعوا فيه هذه الألواح. وكان هذا الهيكل متنقّلاً مع الشعب من مكانٍ لآخر. إذ وضعوا هذين اللوحين في صندوق، أو “تابوت”، وهو عبارةٌ عن بيتٍ خشبيٍّ، ووشّحوه بالذهب، ونصبوا حوله رسوماً للشاروبيم والسارفيم. وكانت هذه الخيمة ترافقهم. كانت هذه الخيمة بما فيها التابوت مع لوحَي العهد هي الهيكل في العهد القديم. وكان الشعب يصطحبها معه في مسيرته وكانت مجداً للكهنة وملجأً لهم في الحروب، تتقدّمهم ويأخذون منها العون الإلهيّ. لما استقرّ الشعب في أرض كنعان، كان هذا الهيكل المنتقل كنـزهم ومجدهم، فتقاسموه بين أسباطهم، وكانوا ينقلونه فيما بينهم. ما كان صوراً ورسوماً صار حقيقةً. الهيكل هو المكان الذي يحضر الله ويلاقي الإنسان فيه. كلُّ الهياكل حَوَتْ داخلها حضرةَ الله، أو كلمةً من كلماته أو عشر كلماتٍ منها. أمّا الهيكلُ الحقيقيُّ والمتنفِّسُ والمصنوعُ من بَشَرةٍ إنسانيّةٍ لا من طبيعةٍ حجريّةٍ، فكان العذراءَ مريم، التي لم تحوِ وصايا الله بل حَوَتْ الله ذاته. |
|