رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من امجاد القديس يوسف انه اقيم رئيساً على عائلة الناصرة المقدسة . فبهذه الوظيفة المنسوبة اليه وحده دون غيره قد اضحى مثالا وشفيع كل رؤساء العائلات فهذه الصفة الجديدة التي نتأملها اليوم هي واسعة جدا إذ تجعل شفاعته شاملة كل آباء وأمهات العائلات اعني المجتمع البشري بأسره .كان للقديس يوسف وظيفة لا نهاية لسموها وهي تربية ابن ،هو ابن الله !فكيف قام بهذا الواجب الخطير ؟ ان التربية المطلوبة منه هي اولاً : تربية دينية سامية .ان يوسف ما كان يجهل اصل من يسميه ابنه .كان يعرف انه وحيد الآب الأزلي وانه قد عُهدَ اليه كوديعة لا حد لقيمتها وسوف يؤدي عنها الحساب . لقد ادرك يوسف اهمية هذا الواجب المقدس وعرف انه ملزوم بتربية يسوع حسب ارادة ابيه السماوي وارشادات نعمته تعالى وبكل ما يؤول الى تمجيده .فلم يعرف في أتمام وظيفته سوى أوامر السماء وشريعة موسى .و هذا هو ايضا واجبكم ياايها الآباء و ياايتها الامهات .اعلموا ان اولادكم ليسوا سوى وديعة ائتمنكم الله عليها لانهم خاصته وسوف يحاسبكم يوما عنهم حسابا صارما .فبالعماذ اصبح اولادكم ابناء الله و الكنيسة ، اخوة وشركاء وراثة المسيح فيجب عليكم ان تربوهم تربية دينية وتخضعوهم منذ صغرهم لشرائع الله و الكنيسة حسب تعاليم السيد المسيح وذلك لمجده تعالى وسعادتهم الابدية وليس حسب مباديء العالم والفوائد الزمنية فقط تلك هي رسالتكم وعليها قائم اهم واجباتكم مع اولادكم .و الواجب الثاني ياايها الآباء هو ان تعرفوا كيف تأمروا اولادكم و كيف تطاع اوامركم . و ان التربية المسيحية قائمة على اساس السلطة الابوية و الطاعة البنوية . تأملوا رئيس العائلة المقدسة كيف يتصرف بحكمة بليغة بالسلطة التي حازها لتدبير كل ما حوله .انه متواضع و محتشم .يعلم بأن خطيبته تفوقه بالأنوار والنعم السماوية يعلم بأن أبنه هو الحق والعدل وهو ألف الشريعة وياؤها ومع ذلك فقد أكمل وظيفته نحوهما .أمرهما عند وجوب الأمر قياماً بواجبه المقدس وكان يسوع ومريم يطيعانه عملاً بإرادة الله الذي رتب هذا النظام .ياللمثل السامي لعائلات عديدة حيث لاسلطة فيها ولا طاعة .ياايها الآباء وياايتها والامهات اعلموا ان اولادكم ليسوا مساوين لكم بل هم ملتزمون بالاحترام والطاعة لكم . فلا تتنازلوا عن حقوقكم في الادارة و الحكم .طالبوا بوجوب الطاعة لكم وفي ذلك حقكم بل مجدكم وهنالك أكاليلكم وايضا سعادة و خلاص اولادكم . لم يكتفِ يوسف بطاعة يسوع له .فقد عوده ايضا الشغل وعلمه حرفة وضيعة و شاقة . كان يوسف يكد ويتعب فارضاً الشغل ايضا على يسوع ومعيناً له في عمله اليومي . فالويل للأب الذي لا يعلم ابنه الشغل فيكون قد علمه سائر الرذائل لأن البطالة هي مدرسة الفساد .وتعساً للابناء الذين لا يخضعون نفسهم وجسدهم لشغل يومي . ان يسوع و يوسف قد زاولا حرفة النجارة فلا يجب ان نستحي من هذه الحرفة او غيرها ولا ان نحتقر الذين يتعاطون الاشغال اليدوية الشاقة اذا كنا من حالة ارفع .اخيرا ان يسوع تعلم حرفة ابيه بالذخيرة وبذلك اخزى اولئك البنين الذين يخجلون من صناعة أهلهم ويفضلون البطالة على ان يمارسوا مهنة والديهم .اجل كم من دروس سامية نلاقيها في بيت الناصرة تقرع المتكبرين بحسبهم ونسبهم المفتخرين بثروتهم فيكرهون الشغل ويقضون حياة فارغة من الاعمال الصالحة ، مملوءة من الرذائل ،محتقرين طبقة العمال والبائسين .فلنعتبر من هذه الامثلة الخلاصية ولنسر حسبها فيكون السعد والفلاح نصيبنا في الدنيا والآخرة فان آفة هذا العصر هي تصرم رباطات العائلة وتفكك عراها فلواء العصيان قد رفع في كثير من العائلات .لم يبقى معنى لسلطة الابوين .وحرية الابناء كالسيل الجارف قد أندفعت وليس من يوقفها .فالعبادة للقديس يوسف هي الدواء الناجع لهذا الداء الوبيل الفاتك بالعائلة والمجتمع البشري .فيا رؤساء العائلات تعلموا من رئيس العائلة المقدسة ان تهذبوا اولادكم بمباديء الدين الصحيح ،اسهروا عليهم ،علموهم مهنتكم ،ليشتغلوا معكم وتحت انظاركم فيصبحوا عصا شيخوختكم وسند ضعفكم وموضوع فرحكم .وانتم ياايها الابناء اطيعوا والديكم وعيشوا برفقتهم وتحت انظارهم .وهكذا اذا تبادل الآباء و الابناء الواجبات المفروض عليهم أضحوا موضوع فخر عائلاتهم وفرحها . |
|