رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جاءَ إلى بَيتِه. فما قَبِلَه أَهْلُ بَيتِه. تشير عبارة "جاءَ" إلى ظهور يسوع علانية وفقا لقول النبي ملاخي: "يَأتي فَجأَةً إلى هَيكَلِه السَّيِّدُ الَّذي تَلتَمِسونَه، ومَلاكُ العَهدِ الَّذي تَرتَضونَ بِه. ها إِنَّه آتٍ، قالَ رَبُّ القُوَّات"(ملاخي 3: 1)؛ أمَّا عبارة "بَيتِه" في الأصل اليوناني τὰ ἴδια (معناها خاصته) فتشير إلى الأمَّة اليهودية، لانَّ الله اختارها لنفسه كما جاء في التوراة "لأَنَّكَ شَعبٌ مُقدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، وإِيَّاكَ اخْتارَ الرَّبُّ إِلهكَ لِتَكونَ لَه شَعبَ خاصَّتِه مِن جَميعَ الشَّعوبِ التَّي على وَجهِ الأَرض" (تثنية الاشتراع 7: 6). اختار الله أولاد إبراهيم وفداهم من ارض مصر وأعطاهم أرض كنعان والشريعة والعهود والأنبياء كما جاء في تعليم بولس الرسول "أُولئِكَ الَّذينَ هم بَنو إِسرائيل ولَهُمُ التَّبَنِّي والمَجْدُ والعُهود والتَّشريعُ والعِبادَةُ والمَواعِدُ والآباء" (رومة 9: 4)؛ وهذا الشعب يُمثل البشرية في التاريخ التي هي ملك الخالق. أمّا عبارة " فما قَبِلَه أَهْلُ بَيتِه " فتشير ليس فقط إلى الظلمة كما أشار يوحنا سابقا "لَم تُدرِكْه الظُّلُمات " (يوحنا 1: 5)، بل إلى خاصته أيضا وهم الذين رفضوا أن يقبلوا "الكلمة"، وذلك من أيام المسيح حتى أيامنا مع أنَّ الله اعدّهم لقبوله من خلال رموز ونبوءات، وجعلهم يتوقعون مجيئه. فكان عليهم أن يعرفوه ويتقبلوه عند مجيئه، ولكن لمَّا ظهر بينهم رفضوه وصلبوه (متى 23: 27)، وعلة رفضهم إياه مخلصا وملكا روحيا هو إعماء الخطيئة لعيونهم. |
|