منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 03 - 2015, 10:53 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

محبة الله الآب


أبونا بطرس سامى كاهن كنيسة مارمرقس المعادى
٦ مارس ٢٠١٥
محبة الله الآب








الأحد القادم يا أحبائى هو الأحد الثالث فى آحاد الصوم الكبير، أحد الإبن الضال كما تطلق عليه الكنيسة و لكنى هذا العام أراه من منظور مختلف لا أرى الإبن الضال و لكنى أرى الآب المحب المنتظر لعودة إبنه الضال، الذى يرمز فى هذا المثل لله أبينا الذى ينتظر عودة كل منا إلى أحضان محبته، نعم يا أحبائى فلولا ثقة الإبن الضال فى محبة أبيه و فى قبوله له كما هو، مفلساً فارغاً بل و مضيعاً لكل ما قسمه له أبوه لكى ما يرينا كيف يحبنا و ينتظرنا أبونا السماوى فاتحاً ذراعيه لقبولنا كما نحن ، الله لا يريدنا أن نتغير كما نظن أو أن نتحسن فى أمور حياتنا أو نوقف خطايانا و عاداتنا لكى ما نعود له بل هو يريدنا أن نعود لأحضانه الأبوية المملؤة حباً كما نحن و التى بواسطتها ستتغير إلى تلك الصورة عينها لكى نكون “مشابهين صورة إبنه (يسوع) لكى يكون هو (يسوع) بكراً بين إخوة كثيرين (أنت و أنا)”.(رو8)

يشكو الكثير من الرعاة و من الخدام من كثرة الإلحاد و إدمان الخطايا و الممارسات الشريرة، يشكون من الزناة و المثليين، يشكون من المرتدين و الساقطين و الحقيقة يا أحبائى أن ما ينتظره هؤلاء هو أحضان محبة الله أبيهم أوبلغة أدق معرفة هذه الأحضان، أحضان محبته و قبوله لهم، نعم فالمسيح جاء ليخلص الخطاه الذين أولهم أنا (1تى 1)، لم يجىء للأبرار و للصالحين بل للساقطين و أرى يسوع لو تجسد فى أيامنا لم يكن ليتجسد ككاهن أو حتى كخادم لمدارس الأحد بل كإنسان طبيعى محب لأبيه ناقلاً هذه المحبة للناس قى الشارع، كان سيتجسد كشاب طبيعى وسط الناس كما قال الرسول بولس لأهل فيلبى “أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس”(فى 2: 7)، نعم يا أحبائى هكذا سيتجسد ليبحث عن الزناة و المثليين و المرتدين بل ليجلس معهم فهو من جاء و صُلِبَ لأجل خلاصهم.


و هكذا استطيع أن أرى أن ما يجب أن توصله الكنيسة فى هذه الأيام لأن هذا دورها هو أحضان قبول الله الآب لأولاده ليس بتأنيبهم و لومهم و تخويفهم و إدانتهم بل بفتح أحضان القبول الإلهى لهم لأن هذا هو دورها، هذا هو دورى و دورك، هذا هو دور كل كاهن و خادم و إنسان مسيحى استطاع أن يتلامس مع محبة الله له. الإنجيل يؤكد هذا الكلام إذ يقول القديس بولس الرسول أن “الله بَيَّنَ محبته لنا إذ و نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا” ( رو 5 )، نعم المسيح مات عن الخطاه و الفجار لكى ما يبسطا أحضان محبة الله الأبوية على كل من يؤمن به فتصير له الحياة الأبدية، نعم فهكذا أحب الله العالم (الخاطى و القاسى) حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك (لكى يخلص و يشفى) كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية”(يو3).

نعم هذا مربط الفرس هنا الخطية الحقيقية التى تضيع الإنسان ، عدم الإيمان بمحبة الله الآب، و بالتالى عدم الإيمان بالإبن الوحيد الذى هو خلاص و حياة و شفاء كل إنسان، ألم يكن هذا ما قاله المسيح عن عمل الروح القدس أنه يبكت العالم على خطية، أما خطية العالم فهى أنه لم يؤمن بإبن الله الوحيد، لأن فى الإيمان بإبن الله و عمل خلاصه على الصليب يكون لكل من يؤمن به حياة أبدية، انظرواأناجيل الأسبوع، إنجيل يوم الإثنين يتحدث عن سراج الجسد هو العين و غير مقصود أبداً العين الجسدية بل عين القلب التى ترى و تدرك محبة الله. ثم إنجيل الثلاثاء يتكلم المسيح عن الإيمان بكلامه لكى نكون تلاميذه ثم يحررنا من خطايانا و إنجيل الأربعاء عن التجربة على الجبل و النصرة على إبليس التى تكون فقط بإتحادنا بمسيحنا و إيماننا به و بذلك نغلب بربنا الذى انتصر لنا و يوم الخميس يقول المسيح أن من يؤمن به يؤمن بالذى أرسله و من يراه يرى الذى أرسله فيمكث فى النور و لا تسود عليه ظلمة العالم و إنجيل الجمعة يتحدث عن هزيمة الشيطان بإصبع الله و إنجيل السبت يشرح غفران الله لنا المرتبط بغفراننا لبعضنا البعض ثم أخيراً يوم الأحد محبة الله الآب و هكذا نرى أن خطية العالم هى عدم الإيمان بالله و محبته التى إذا أدركها الإنسان و آمن بها و تجاوب مع نبضاتها يحيا ملكوت السموات و يدخل أحضان الحب الإلهى المفتوحة من هنا على الأرض إذ يصير ملكوت الله داخل هذا الإنسان.


تعالوا يا أحبائى هذا الأسبوع نجعل كل تركيزنا على أبينا السماوى و نجعل قلوبناحسلسة لنسمع و نتفاعل مع نبضات محبته تعالوا نقترب لعرش النعمة الذى هو صليب مخلصنا يسوع المسيح و نحن واثقون أننا مقبولون لديه و أنه يحبنا و يريدنا كما نحن فلا نتردد بل نقوم كالإبن الضال بكل فقرنا و إتساخ ثيابنا و سوادنا الذى سببته الخطية التى سادت علينا لبعدنا عنه “لا تنْظُرنًّ إلىَّ لكونى سوداء لأن الشمس (شمس التجارب) قد لَوَّحَتنى (أغمقت لونى – سودتنى)” (نش 1) و نذهب لأحضان محبته كما نحن واثقين فى إنتظاره لنا و محبته و قبوله بل و شغفه بنا و بثقة أنه يرى كل منا الأجمل و الأحلى فى نظره رغم ضعفنا و ذلك لمحبته الشديدة لنا.


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المُرسل من الله، ابن محبة الآب
أيّة محبة أعطانا الآب، حتى ندعي أولاد الله
بالصليب أذاقني محبة الله الآب
محبة الله الآب للبشر
محبة الله الآب


الساعة الآن 08:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024