رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
[إنَّ ثمرة ومكافأة الإيمان بالمسيح هي، بالتأكيد، الحياة الأبدية، فليس هناك طريقٌ آخر تنال به النفس هذه الحياة. فرغم أنَّ المسيح سيُقيم الجميع إلاَّ أنَّ الحياة الأبدية التي تُعطَى للمؤمنين هي الحياة الحقيقية، أي أن نعيش بـلا نهايـة في الغبطة؛ لأن العودة إلى الحياة للدينونـة فقط لا تختلف عـن الموت... إنَّ إظهار نعمة القيامـة سيتمُّ في حينه، فالقيامـة ستكون للجميع وليس للبعض، وهي فعَّالـة لجميع البشـر... يقـول المُخلِّص: «(مَـنْ آمَنَ بِي) وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا»، فإنه لم يُلْغِ الموت الذي يحدث الآن، لكنه يُوضِّح أنَّ الموت له قـوَّة على المؤمنين. فهُم يُعانـون الموت بشكلٍ طبيعي، لأنه (أي المسيح) قد حفظ نعمة القيامة إلى الوقت المناسب. وهـو يقول: «مَن يؤمن بي»، فرغم أنه (أي المؤمن) سيجتاز موت الجسد - بطريقةٍ طبيعية - إلاَّ أنـه لـن يُعاني شيئاً يستحقُّ الخوف في هـذا الأمر، لأن الله يستطيع بسهولة أن يُحيي مَن يشاء. لأن مَن يؤمن به (بالمسيح)، سينال في الدهر الآتي حياةً لا تنتهي في الغبطـة والخلـود الكامـل. لذلك لا يجب أن أيَّ شخصٍ غير مؤمن يسخر من أنَّ المسيح لم يَقُلْ: "(وكل مَن كـان حيّاً وآمن بي) مـن هذه اللحظة الحاضرة لم يَرَ الموت"، فإنه حينما قال (المسيح) - بشكل مُطلق - «لن يرى الموت إلى الأبد»، فهـو يتكلَّم عن الدهر الآتي، مُحتفظاً بإتمام الوعد إلى الدهـر الآتي. وبقوله لمرثـا: «أَتُـؤْمِنِينَ بِهذَا؟»، فهو يطلب منها أن تُقرَّ بأنه هو مصدر ونبع للحياة الأبدية... فإن كـان الابـن (ابن الله الحي) مخلوقاً أو مصنوعاً، مع أنه هو "القيامة والحياة"، فإنَّ الآب هو أيضاً لم يُكرَّم، إذ هو أيضاً بالحقيقة "القيامة والحياة"! أو ما هـو الذي كان سيُميِّز الابن عن بقية المخلوقات؟... لأن كل ما هو مخلوقٌ ليس فيه حياة من ذاته، بل يستمدُّها من الله الحي، كما قـال القديس بولس عـن الله: «لأَنَّنَا بِـهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ» (أع 17: 28)](2). |
|