|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تقصد يسوع أن يشفي الأعمى يوم السبت، لكي يكشف ويوبخ البر الذاتي، الذي كان من أبرز سجايا الفريسيين. لأن المسيح، لم يرض أن يسطع نوره، خلال ستة أيام في الأسبوع فقط. بل شاء أن تتلألأ أنواره في اليوم السابع، ولو كره المراؤون، المتمسكون بحرفية السبت، معلناً بذلك أن انتشار ملكوت الله أهم بكثير من المحافظة على التقاليد. أما الفريسيون، الملتهبون غيرة على حفظ تقاليد آبائهم، فقد شنوا هجوماً على الأعمى الذي شُفي. وبذلك حكموا على رأفة المسيح بإنسان معذب. ولو لم يفعلوا لأخذنا العجب، لأنهم كانوا بلا محبة. ولا يتورعون عن ارتكاب أي عمل مناف للمحبة، في سبيل إظهار برّهم بالحفاظ على التقليد. وانطلاقاً من هذا المبدأ، حكموا بأن المسيح ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت، إنه خاطىء. ومع ذلك فالأقلية المعارضة بينهم، شهدوا للحق، فقالوا إن الإنسان الخاطىء، لا يستطيع أن يعمل آية كهذه. هذا هو التعصب البغيض، إنه يعمي البصيرة، بحيث لا يستطيع صاحبه أن يرى جوانب الخير عند أعدائه. لأن البغضاء تجعله غبياً، محدود الأفق شريراً. كانت غاية الفريسيين من استجواب المسكين، الذي خلّصه الرب، أن يستخرجوا براهين وأسباباً لإدانة المسيح. ولكن أسلوبهم القاسي في استجوابه جعله يفكر أكثر بمنقذه. والتفكير أدى به إلى الاعتقاد بأن يسوع، ليس شخصاً عادياً. بل إنه شخص عجيب، له سلطان غير محدود. ولهذا حين سئل عن رأيه في الذي شفاه، قال على الفور أنه نبي. ولكن شهادته لم تجد لها صدى مستحباً في نفس مستجوبيه، لأن شهادته، جاءت تؤكد أن يسوع، له سلطان على المرض والآلام. بيد أن أعداء يسوع لم يسلموا بالهزيمة، فأتوا بوالدي الشاب. وحاولوا بالإرهاب أن يحملوهما على التصريح بأن ابنهما لم يولد أعمى، وأن الشفاء كان خداعاً. هكذا صارت قدرة محبة المسيح عثرة لأعدائه، بهذا المقدار، حتى لعنوا وحرموا كل من يعترف بالمسيح. وهذا يعني طرد المؤمن به من المجتمع اليهودي، واعتباره نجساً كالأبرص. أجل هكذا كانت المسيحية، ولا تزال تعاني اضطهاد أبناء الظلمة. ولكن المسيح تغلب دائما في قلوب مختاريه، الذين بدافع الحب شهدوا له دون خوف. حتى أن كثيرين استشهدوا لأجله. احفظ: " أنا أبصر " (يوحنا ٩ : ١٥). موضوع الصلاة: لنشكر يسوع لأجل قوة محبته. ولنسأله أن يهب قلوبا مبصرة ورحومة. |
|