رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دالة الإيمان العامل بالمحبة ودالة الجهال المستهزئين
اَلْحَكِيمُ عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ. أَمَّا الْجَاهِلُ فَيَسْلُكُ فِي الظَّلاَمِ (جامعة 2: 14) اَلاِبْنُ الْحَكِيمُ يَقْبَلُ تَأْدِيبَ أَبِيهِ وَالْمُسْتَهْزِئُ لاَ يَسْمَعُ انْتِهَاراً (أمثال 13: 1) دالة الإيمان العامل بالمحبة ودالة الجهال المستهزئين سلام في روح التقوى والورعفي الواقع الاختباري حينما يستمع الإنسان لنداء الحياة في يوم افتقاده فأن شوق قلبه لله يأكله حتى أنه يتحرك نحوه بالتوبة والإيمان فتنفتح البصيرة على الحق ويستنير الذهن بالروح، فيبدأ الإنسان في معرفة الله النورانية التي تُشبع النفس وتفرحها، فتحب الذي دعاها بمجده وفضيلته وتترك كل شيء وتتبعه، والمحبة حسب طبيعتها تولد تقوى تدفع النفس لتقف بدالة البنين أمام الله بكل احترام ووقار عظيم مقدمة صلواتها وتسبيحها وشكرها الدائم على مذبح قلبها المقدس وتشعر برضا الله في المسيح وتفرح دائماً بعمل الله التدبيري فيها، فتتغير وتتجدد حسب صورة خالقها. لكن البعض في قصور المعرفة الاختباريةوبعدم استنارة إذ بسبب أنه تأثر نفسياً بعظة أو بأي شيء جعلته يهتاج عاطفياً، فيبدأ الظن في أنه يعرف الله وصارت عنده دالة البنين، فيقف أحياناً أمام الله معاتباً محاكماً وأحياناً متبجحاً غاضباً مُخاصماً، أوقات مستهتراً كالمراهق الذي يتحدى والديه أو كالطفل الغاضب على أمه يلكز ويلكم ويضرب بيديه ورجليه في الأرض لأنه يُريد شيئاً مصراً عليه وأن لم يناله يدخل في خصومة مع أبويه حتى أنه يهينهما ولا يعمل أي اعتبار لوضعهما الكريم [شَفَتَا الْجَاهِلِ تُدَاخِلاَنِ فِي الْخُصُومَةِ وَفَمُهُ يَدْعُو بِضَرَبَاتٍ (أمثال 18: 6)]، وهذا كله بسبب الدلع الزائد الذي جعله غير منضبط في شيء ولا يحترم أبويه ولا يوقرهما ويحبهم الحب السوي السليم [الابن الناقص التهذيب عار لأبيه وقلة التهذيب عند البنت شيء أسوأ (سيراخ 22: 3)]، وهكذا البعض يتصرف مع الله وحجته هي دالة البنين، واتخاد إبراهيم مثال حينما تكلم مع الله ليشفع من أجل سدوم وعمورة، وللأسف وعظ البعض من فوق المنابر يتكلم في نفس اتجاه هذه الدالة المريضة، ويثبتها في أذهان الناس الغير منفتحة على النور السماوي وكأنها ضرورية في حياة الناس مع أنها مفسدة لحياة التقوى. أولاً لنعود لموقف إبراهيم وننظر للدالة التي بينه وبين اللهوكيف خاطبه باحترام ووقار لأن إبراهيم لم يقف أمام الله نداً لند، ولم يتطاول على شخص جلاله بكلمة أو بعبارة تقلل من شأنه، ولم يخاصمه أو يعاتبه عتاب الغير فاهمين والعارفين كالمستهزئين والمستهترين، بل قال تعبيرات تدل على توقيره الشديد لله بالرغم من الدالة التي جعلته يخاطبه طالباً منه أن يرحم سدوم وعمورة: [فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ؛ فَقَالَ: لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ؛ إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى؛ لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ] (أنظر تكوين 18) إذاً إبراهيم أب الإيمانالذي أُخِذَ حجة في موضوع الدالة بين الإنسان والله، كلم الله باحترام شديد ووقار ولم يقل كلمة فيها تقليل من شأنه أو يوجد فيها أي نوع من أنواع الاستخفاف أو الاستهتار، فتعبيراته كلها تدل على تقوى الإيمان، لذلك علينا أن ننتبه لأن هناك فرق عظيم بين دالة الإيمان العامل بالمحبة ودالة الاستهتار، فاحذروا من الوعظ الذي يولد في النفس استهتار بالله العظيم القدوس المهوب المخوف المملوء مجداً، الذي ينبغي أن نوقره ونحترمه جداً، لأنك لو استهترت به اعلم أنك خارج الإيمان ولم تعرفه بعد، أنت تعرف ذاتك وتتعامل بكبرياء قلبك وصرت ابن غير مهذب مستهتر والله سيحجب وجهه عنك ولن يقبل منك هذه الأفعال الصبيانية حتى لو أرشدك إليه أعظم الخدام المعلمين في الكنيسة والرهبان، لأنه تعليم شيطاني فاسد يُصيب النفس بالعطب، ويفصلها عن نور الحياة، وفي النهاية ستُدعى بذلك الابن الجاهل الغير جدير بثقة أبيه: اَلْمُنْتَفِخُ الْمُتَكَبِّرُ اسْمُهُ «مُسْتَهْزِئٌ» عَامِلٌ بِفَيَضَانِ الْكِبْرِيَاءِ؛ عَالِمِينَ هَذَا أَوَّلاً: أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ (أمثال 21: 24؛ 2بطرس 3: 3) ثانياً لننظر لكلمة اللهلأنها تعلمنا كيف نحيا بالحكمة والتدبير الحسن: فمَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ. أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ؛ طَرِيقُ الْجَاهِلِ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيْهِ أَمَّا سَامِعُ الْمَشُورَةِ فَهُوَ حَكِيمٌ؛ فِي فَمِ الْجَاهِلِ قَضِيبٌ لِكِبْرِيَائِهِ أَمَّا شِفَاهُ الْحُكَمَاءِ فَتَحْفَظُهُمْ؛ فَمُ الْجَاهِلِ مَهْلَكَةٌ لَهُ وَشَفَتَاهُ شَرَكٌ لِنَفْسِهِ (أمثال 1: 7؛ 12: 15؛14: 3؛ 18: 7) وأخيراً يا إخوتي اصغواتعلموا وانتبهوا لأن الفرس الذي لم يروض يصير جموحاً والابن الذي لم يُضبط يصير عنيداً (سيراخ 30: 8)، فأن لم نحترم الله ونوقره فنحن لم نعرفه بعد ونسير في الظلمة وطريق البدع وهلاك النفس، فمن المستحيل إنسان يعرف الله ثم بمنتهى الاستخفاف يقف أمامه بدالة المستهترين المستهزئين يعاتب ويخاصم، أو يصلي بشكل غير لائق بالوقوف أمام القدوس المبارك الذي تقف امام القوات السماوية في رعدة ووقار عظيم صارخين: قدوس، قدوس، قدوس. فانتبهوا لِما هو مكتوب على فم الحكمة: إِلَى مَتَى أَيُّهَا الْجُهَّالُ تُحِبُّونَ الْجَهْلَ وَالْمُسْتَهْزِئُونَ يُسَرُّونَ بِالاِسْتِهْزَاءِ وَالْحَمْقَى يُبْغِضُونَ الْعِلْمَ؟ (أمثال 1: 22)، فحقاً طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ (مزمور 1: 1) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الإيمان العامل بالمحبة حصن للأمان |
الإيمان العامل بالمحبة |
الإيمان العامل بالمحبة (غل5: 6) |
الإيمان العامل بالمحبة |
الإيمان العامل بالمحبة |