ثانيًا: تعاليمه:
* تعاليم بوليكاربوس نجدها في رسالته التي كتبها إلى كنيسة فيلبى وهى الرسالة الوحيدة التي حُفظت من بين الرسائل التي كتبها إلى سائر الكنائس كما يعرفنا بذلك القديس إيريناؤس تلميذه إذ قال "هناك رسالة كتبها بوليكاربوس إلى كنيسة فيلبى تطلعنا على ميزة الإيمان وكرازة الحق" (ضد الهرطقات 3،4).
* صلاته قبل الاستشهاد
التعاليم التي تحتويها هذه الصلاة:
1- فهو يفرح فرحًا عظيمًا في المسيح بإيمان أهل فيلبى القوى ويستخدم عبارات الرسول بطرس "وإن كنتم لا ترونه لكن تؤمنون به بفرح عظيم لا يُنطق به" (انظر 1بط8:1) كما استخدم عبارة بولس: "بالنعمة انتم مخلصون" (أف5:2).
2- ويؤكد على الإيمان بقيامة المسيح ويقول إن الآب سيسأل الناس الذين يرفضون الإيمان بابنه، عن دمه وأنه سيقيمنا مع المسيح ويقتبس كثيرًا من وصايا الرب في الموعظة على الجبل (انظر رسالة فيلبى فقرة 2).
3- وفي فقرة 3 يتحدث عن الإيمان والرجاء والمحبة ويذكر أن المحبة لله والقريب تسبق الإيمان والرجاء "فمن كانت عنده المحبة يتفادى الخطية" (فيلبى 3).
4- ويحذر بوليكاربوس من محبة المال أصل كل الشرور لأننا لم ندخل العالم بشيء ولا نستطيع أن نخرج منه بشيء (أنظر فقرة 4 من الرسالة).
5- ويذكر بوليكاربوس واجب الزوجات أن يحببن أزواجهن بكل أمانة،أما الأرامل فيقول عنهن أنهن مذابح الله وينبغي أن يرفعن الصلوات دون انقطاع لأجل جميع الناس.
6- ويحث الشباب أن يكونوا بلا عيب حافظين الطهارة وليخضعوا للقسوس والشمامسة كخضوعهم للآب والمسيح. أما العذارى فليعشن بضمير نقى بلا عيب (فقرة 5).
7- ويحث القسوس على الرأفة بالجميع وليرشدوا الضالين ويفتقدوا المرضى وليهتموا بالأرامل والأيتام والفقراء وليتجنبوا العثرات والإخوة الكذبة.
8- ويوصى بالصلاة لأجل الملوك والرؤساء "ولاسيما الذين يضطهدونكم وأيضًا لأجل أعداء الصليب لكي تكون ثماركم ظاهرة لكل الناس وتكونوا كاملين في المسيح يسوع" (فقرة 12).
9- تعاليمه عن التجسد: ويؤكد على تعليم الرسول يوحنا عن التجسد فيقول "من لا يعترف بأن يسوع المسيح قد جاء في الجسد فهو ضد المسيح، ومن لا يعترف بشهادة الصليب فهو من الشيطان، وكل من يفسد معاني كلمات الرب لتتفق مع شهواته ويقول لا قيامة ولا دينونة فهو بكر الشيطان (فقرة 7). فهو بهذا يرد على بدعة "الخيالية" ويحث على القناعة التي تؤهلنا للصلاة ولنثابر على الأصوام متضرعين إلى الله أن لا يخضعنا للتجربة (أنظر فقرة 7).
10- ويحث على الإقتداء بصبر المسيح والشهداء والرسل وجميع الذين تألموا معه "ولم يحبوا هذا الدهر بل أحبوا الذي مات عنهم وقام من أجلنا" (أنظر فقرة 8،9).
11- كما يوصى بوليكاربوس بالمحبة الأخوية واحتمال الآخرين بلطف الرب وعدم احتقار أحد وعدم تأجيل البر عن الاستطاعة (أنظر فقرة 10).
12- ويظهر من الرسالة تواضع بوليكاربوس الشديد فيقول في فقرة 3 أنه لم يكتب عن البر من تلقاء نفسه بل "أنتم دفعتموني إلى ذلك"، أما في فقرة 12 فيقول لأهل فيلبى أنهم أكثر منه مهارة في معرفة الكتب المقدسة وأنه ليست له هذه الموهبة.