رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أربعاء البصخة وأغلق الباب: ما أصعب هذه العبارة وما أقساها ليس لهم نصيب مع المسيح لأنهم سيُحرمون منه إلى الأبد.ولكنها فى ذات الوقت حلوة عند المدعوين لأنها تفيد أنهم لن يُحرموا منه أبداً. فالبا أغلق فى وجه المطرودين حتى لا يروا وجههوأغلق أيضاً حتى لا يخرج المدعوون من حضرة العريس إلى أبد الآبدين. هؤلاء يذهبون إلى الظلمة الخارجية حيث الندم والحزن والكآبة وصرير الأسنان وهؤلاء يدخلون إلى فرح سيدهم ينعمون ويُعيّدون عيد الأبدية. المطردون: هم الذين لم يجدوا زيتاً فى مصابيحهم عندما أقبل العريس فذهبوا يبحثون عن الزيت فى غير وقته فلم يجدوا زيتاً ولم يجدوا وقتاً فعادوا ووجدوا الباب مُغلقاً. هل ستكون من بين المطرودين أيها السامع وأيها القارىء؟ يا لأسفى ويا لحزنى غن كنت قد وضعت فى نفسك أن تستهين بالدعوة.إنى أصلى من أجلك وأطلب من الله أن لا يكون نصيبك فى الظلمة الخارجية بين المحرومين من نعمة الوجود مع الله بل ينسكب روح الله فيك ليُغيّر قلبك لتقدّر أهمية الدعوة التى دُعيت إليها مع المسيح. يا ليت للمطرودين شكلاً خاصاً حتى نعرفهم ونميّزهم أو حتى نتوسل إليهم ونرجوهم أن لا يختاروا هذه النصيب المشئوم. ولكن ليس تفرقة قد ولا تمييز بين المدعوّين وبين المطرودين حتى مجىء العريس إذ هم عذارى ولهم مصابيح واحدة وساروا معاً فى ذات الطريق وسهروا معاً وناموا معاً واستيقظوا على صوت العريس معاً وقاموا ليُصلحوا المصابيح معاً.ولكن يا للحسرة لم يكن لبعضهم زيت ليُنيروا به هنا ابتدأ المصير يتقرّر فالنعمة العاملة فى القلوب هى التى تشملنا لنضىء وتؤهّلنا للقاء العريس.هذا هو الزيت الذى أهّل العذارى الحكيمات للدخول مع العريس وهو الذى افتقدته العذارى الجاهلات فلم يجدنه. اجمعوا لكم زيتاً قبل أن ينتصف الليل فلا تجدونه يا أحبائى. تذكار المحبة "فأخذت مريم مَناً من طِيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمى يسوع ومسحت قدميه بشعرها." هناك خدمات وأعمال نعملها باسم الله نحو الفقراء والمحتاجين.وهذه الأعمال ممدوحة ومشكورة لأنها صادرة من شعور بالرحمة والتضحية. وهناك أعمال نعملها مع الله مباشرة وهذه لا تُرى ولا يسمع بها الناس وهى أعظم من أن تُمدح أو يُشكر عليها لانها صادرة عن حب داخلى من القلب نحو الله. الأعمال الأولى نُمدح عليها من الناس وربما لا يُمدح عليها من الله إذا كانت قد عملت من أجل مديح الناس وشكرهم وتعظيمهم لنا.أما تقدمة قلوبنا لله بأعمال المحبة المباشرة معه فهذه تكون صادقة ليس فيها غش أو رياء يقبلها الله كما قبل الطيب المسكوب على جسده من مريم.هذه إذا رآها الناس او شعروا بها فإنهم يرذلونها أو على الأقل يغتاظون:"وكان قوم مُغتاظين فى أنفسهم فقالوا:لماذا كان تلف الطّيب هذا" ما أقل الصادقين فى حبهم نحو المسيح الذين يعملون ويخدمون لا من أجل الناس ولا من أجل أنفسهم وإنما بدافع الحب العميق للمسيح المتأجّح فى قلوبهم. تمجيد المحبة: تقدمت المرأة الخاطئة بقارورة طيب كثير الثمن وسكبته على رجلىّ المسيح ومزجته بدموعها ومسحت قدميه بشعر رأسها فقال عنها المسيح إنها أحبت كثيراً ولذلك غُفرت لها خطاياها الكثيرة. وتقدمت مريم أخت لعازر بقار ورة طيب كثير الثمن أيضاً ودهنت به قدمىّ المسيح ومسحت قدميه بشعر رأسها فقال عنها إنها كفّنت بالطيب جسده. ما أكثر الحب الأول فقد استطاع أن يُكفّر عن كل الذنوب والخطايا السالفة. وما أروع الحب الثانى فقد استطاع أن يكفذن جسد المسيح ذاته الحب الأول عاد بالخير على صاحبته والحب الثانى كان للمسيح بلا مقابل. ما أمجد الحب الخالص الذى بلا مقابل وبلا ثمن جيد أن نحب المسيح لأنه افتدانا من اللعنة والخطية وسلطان الموت. وجيد أن نحب المسيح لأنه فتح لنا باب الفردوس جيد أن نحب المسيح الذى أهّلنا ان نشترك معه فى مجده إلى الأبد. ولكن أعظم من هذا كله أن نحب المسيح"لأنه هو أحبنا أولاً" كثيراً ما نتقدم بعمل من أعمال المحبة وإذ تُترك لنا الفرصة قليلاً نتردّد وإذا طال الزمن نبرد فإذا طولبنا بوعدنا نرفض ياليت حبنا يكون ناضجاً عنيداً نحفظه فى قلوبنا لوقته فلا تزيده الايام إلاّ قوة وتأكيداً. قدّمت مريم هديتها فى اللحظة المناسبة إذ بعد أن دهنت رجليه بالطيبقام وذهب ليُصلب وترك بيت عنيا ولم يعد بعد إليها. الفرص أمامك يا أخى ولا تستشرنى:ماذا أقدّم للمسيح؟لأن مريم لم تستشر أحداً إلاّ قلبها. محبة صامتة: مريم حفظت الطّيب عندها سرّاً وقدمته صامتة ولم تتحدث عنه بعد ذلك لأحد. يا مَن تحب المسيح تعلّم من مريم. |
|