رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَطوبى لِمَن آمَنَت: فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ: تشير عبارة "فَطوبى لِمَن آمَنَت" إلى تطيب مريم، لانَّ علامات إيمانها وابتهاجها ظهرت علىوجهها حتى تحقَّقت أليصابات أنها واثقة بوعد الله وأنها شريكة للمؤمنين في فوائد مواعيده تعالى. إن عمل الله هو أن يبارك ويخلّص، في حين عمل الإنسان هو الإيمان بالله الذي يبارك ويُخلّص. العلامة المُميّزة لمريم هو إيمانها. مريم هي امرأة جديدة وضعت ثقتها وآمنت أن عمل الله فيها هو بركة وحياة. أمَّا عبارة "طوبى" فتشير إلى إعلان وتهنئة من أجل حالة من السعادة أو الفرح. طوَّبت اليصابات مريم العذراء لأجل الإله الذي تحمله في بطنها، وطوبتها أيضًا لأجل إيمانها. فالسعداء هم الذين يرون، ويسمعون، ويتقبّلون كلمة الله ويضعونها موضع العمل. هم الذين يؤمنون دون أن يروا. فكل نفس إذا آمنت يُمكنها أن تحمل وتلد كلمة الله، وتعترف بأعماله. ويعلق الأخ ماكس توريان من تيزيه "مريم هي المرأة المختارة من جميع النساء، وهي فوقهنَّ جميعا، إنها المرأة الأولى، إنها الكليّة الطوبى، ما من أحد قبلها بُورك كما بُوركت، لا ولن يُبارك أحد مثلها. مريم أم المسيح، لها وحدها تمام البركة والسعادة، في جميع الأزمنة". أمَّا عبارة " لِمَن آمَنَت " فتشير إلى مريم العذراء التي آمنت بكلام الملاك بمولد الطفل يسوع بينما شك زكريا ولم يؤمن بكلام الملاك (لوقا 1: 18). آمنت مريم بكلمات الملاك، وقبلت أن تحمل الطفل حتى في ظروف بشرية مستحيلة، لأنَّها آمنت أنَّ الله قادرٌ على عمل المستحيل. وكان إيمان مريم من أمثلة الإيمان الذي ذكره بولس الرسول "الإِيمانُ قِوامُ الأُمورِ الّتي تُرْجى وبُرْهانُ الحَقائِقِ الَّتي لا تُرى"(العبرانيين 11: 1). |
|