منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 11 - 2021, 09:56 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 366,343

الشكوك بإيماننا



الجميـع تقريبـاً يمتلكـون الـشكوك بـشـأن اللـه والإيمـان ، ولكـنهـم يـستطيعون ببـساطة أن يقـصوها بأفكـار مـضادة تؤكد حقيقة الإعلان الإلهي بخصوص العـالم والإنسان : انتظـام الـكـون وانسجامه ، أعجوبـة الحيـاة ، وسـائر عجائـب اللـه الفائقـة الطبيعـة المدهـشة وقديسيه ، وعلاوة على كل الأشياء الأخرى شهادة ضمير الأنفس الطاهرة الشفوقة .
إن أعمـال اللـه الـتـي تـشهـد لـوجـوده وعنايتـه تمتلـك أوجهاً كثيرة ، أحـد هـذه الأوجـه يـكـون مـشعّاً ولهـذا هـو واضح بشكل جلي ، أحـد الوجـوه يـكـون مـنيراً ببساطة وممكن التمييز ، أحدها يكـون قاتمـاً ولهـذا مـن الـصعب تمييزه ، وأحدها الآخر يكون مظلماً وبالتالي غير منظـور . تُعزى الشكوك إلى الوجه الأخير المذكور ، ولكـن علـى هذه الشاكلة دبر الرب الأمور لكي يختبر خلاص التماس نفوسيـنـا لـه بالإضـافة إلى تواضـعنا . كمـا تـرون يمكـن للإنسان مقاربة الله وأعماله ومعرفته فقط بالتواضع .
أنـت تـؤمن بأنه حيثما يكون الله وحقه أي كل مكـان ، فهنـاك ينبغـي أن تكـون سـائر الأشياء طافحـة بالنور ، أن تصير مدركة بالحواس ، أن تلهم الأنفس بقوة ، أن تصرخ مُشِيدةً بلمسة الإلـه فيها . ألا تعي بأنه بتفكيرك بهذه الطريقة أنت تريد أن تحدد أنت الطريقة التي ينبغي على الله أن يتصرف بموجبهـا ؟ وهـذا ، حسبما ستوافقني عليـه بـلا شك ، ليس ممكناً لأئه إن حصل لانحـلّ تـرتيـب الأمور الطبيعي.
أعمال الله هذه بحد ذاتها إلهية ، ولكن ألوهيتها مغطاة بستار غير منظور . لماذا ؟ لأنه هكذا شاء الله ، هـذا فقـط مـا أسـتطيع أن أقولـه لـك ، إن أحكـام الحكمـة والمحبة الإلهيتين لا يمكـن اقتفـاء آثارهمـا . لا يوجـد أدنـى شـك دومـاً بـأن هناك جمالاً لا يمكن التعبير عنه ، ونـوراً فائضاً مخفياً خلـف الـستار الـذي لا يـدع الأشخاص غير المؤمنين يشاهدون الحقيقة . يقـول الرسول : " لأن أمـوره غير المنظورة تُـرى منـذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته " ( رو ١: ٢٠ ) ؛ أي رغم أن قدرة الله الأزلية ولاهـوتـه غيـر منظـورة ، إلا أن البـشـر يـستطيعون أن يروهـا ويـدركوها منـذ خلـق الـعـالـم عـبـر مخلوقاتـه . ولكـن أي أنـاس ؟ فقـط الأشخاص المؤمنـون ذوو الإحساس ، وليس طبعاً الأشخاص المؤمنـون الاعتياديون وإنّمـا هـؤلاء المؤمنـون الذين يحيون بطريقة مرضية لله.
ينبغـي أن تكـسـر الجـوز لتـجـد لبّـه اللذيـذ المغـذي وتتذوقـه . الـرب لا يكشف أسـراره للجميـع ولا يرمـي درره للخنازير ، ولهذا السبب كـان يخاطب الشعب بأمثال عـن ملكـوت الله ، فجميـع الـذين كانوا يمتلكـون الـشـروط الروحية كانوا يفهمون أمثاله ويستنيرون بالحق .
تعتقد أن البذور التي تسقط في الأرض الخصبة تنحل وتُفقَد في التُربة ، ولكن بالقوة التي وضعها الله فيهـا تفـرِعُ وتنمو وتعطي ثماراً كثيرة . هذا ما يحصل مع بذار الكلمة الإلهية ، إنّها تُزرع في قلوب جميع البشر ولكنّها تُفـرِع فـقـط في القلوب الخصبة .
وأمـا مـوضـوع أن لـيـس البشر جميعـاً يؤمنـون فهـذا لا يبدِّد الإيمان . لا تتطلع إلى جميع المؤمنين وإنّما انظر فقط إلى المؤمنين حقـاً وتيقّن مـا الـذي ينالونـه بالإيمـان . ليس الإيمان المسيحي نظاماً فلسفياً ولكنه بنعمة الـروح القدس طريقة إصلاح للإنسان الساقط ، هذا الإصلاح الذي حصل علـى يـد المسيح الإلـه الإنسان . بالتـالي لاحظـوا مـن هـو الشخص الذي يتبع خطا الرب ، وسوف تجـدون كيـف ينمـو شيئاً فشيئاً كيف ينضج روحياً ويصير عظيماً ، ولـو كـان لا قيمة له في عينيّ العالم .
هـاك مـثلاً القـديس سيرافيم سـاروف الـذي كـان إنساناً بسيطاً غير متعلم . وأيـن وصـل ؟ بكلمة واحدة منه أبكم أفواه الملحدين الكثيري العلوم . " بل اختار الله أدنياء العـالم والمـزدرى وغـيـر الموجـود ليبطـل الموجـود " ( ١كو ١: ۲۷ ، ۲۸ ) . هكذا تثقِّف النّعمة الإلهية جميـع الـذين يودعون أنفسهم لها .
فـإذن الـرب يـدعوك إلى الإيمـان ، إنّـه يـريـد خلاصـك وسوف تخلص إن سمعت صوته واتّبعته بثبات.
فلتطأ كل شكّ إكراماً لـذاك الذي يحبك كثيراً . أنـت بهـذه الطريقـة سـتقـدّم لـه الذبيحـة الأكـبـر الـتي سيكافئك عنها بأشياء كثيرة كثيرة .

الشكوك بمثابة الـزؤان الـذي يزرعه العدو في حقل نفـسـك بـيـن سـنابل القمـح ، لمـاذا تـدعـه يعـمـل لأجـل هـلاكـك ؟ اطرده و ادْنُ إلى مخلـصنـا الـذي يبـسـط يـده لـك بحنـان . فلتتّضع لأنّـه كمـا قلـت لـك اللـه يـعلـن ذاتـه فـقـط للمتواضعين . صـلِّ لأن الصلاة تقـيـم سـوراً حولـك وتحميـك مـن هـجمـات الـشرير ، فلتتّخـذ قـراراً وطيـداً : لا تقـبلـنّ أبـداً فكر الشك . لـدى بدايـة ظـهـور هـذا الفكـر أقـصيـه فـوراً خارج عقلـك بـدون أية مناقشة معـه مـهـمـا بـدا لـك منطقياً . وبهذا الشكل ستضع نهاية لسائر شباك العدو .

إرشادات_إلى_الحياة_الروحية للقديس ثيوفانس الحبيس

التعديل الأخير تم بواسطة walaa farouk ; 23 - 11 - 2021 الساعة 02:27 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن كنا نحن ثوب المسيح، فإننا نلبس عريه بإيماننا
نحن أيضًا كان لنا الوعد بالدخول إلى الملكوت بإيماننا وطريق حياتنا الروحي
إننا نرجع من أعماق الأرض بإيماننا به، ذاك الذي سبقنا
من أصعب الشكوك التي تصيب بعض العقول، الشكوك الإيمانية
إننا نحتاج أن نحل مشاكلنا بإيماننا و بعقولنا و قلوبنا


الساعة الآن 02:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024