مغفرة الله للإنسان فعالة لدرجة ان الله لم يعدْ ينظرُ بعد إلى الخطيئة، كما وردَ في أشعيا: " لَو كانَت خَطاياكم كالقِرمِزِ تَبيَضُّ كالثلج ولو كانَت حَمْراءَ كالأُرجُوان تَصيرُ كالصُّوف" (أشعيا 1: 18) وكما جاء أيضا في تعليم صاحب الرسالة الى العبرانيين " لَن أَذكُرَ خَطاياهم وآثامَهم " (عبرانيين10: 17) ، والواقع أنَّ الكتب المقدسة تقدمُ لنا الإنسانَ الخاطئ كشخص مدينٌ يعفيه الله من دينهِ بالصفح عنه، إلا أن الصفح ليس إعفاء من الدّين فحسب، بل هو تحريرٌ من سُلطةِ الخطيئة، وإعادة الإنسان إلى الاتحاد مع الله بواسطة ذبيحة المسيح " ذاكَ الَّذي لم يَعرِفِ الخَطيئَة جَعَله اللهُ خَطيئَةً مِن أَجْلِنا كَيما نَصيرَ فيه بِرَّ الله"( 2 قورنتس 5: 21) ، وهكذا يُصبحُ الإنسان " في المسيح " خاطئاً قد نالَ رحمة الله " فَلَيس بَعدَ الآنَ مِن حُكْمٍ على الَّذينَ هُم في يسوعَ المسيح " ( رومة 8: 1) فهم " خَلْقٌ جَديد. (2 قورنتس 5: 17).
وحاول شكسبير ان يميّز بين غفران الله وغفران الانسان بقوله ان الله ينسى عندما يغفر" God forgets"، أمَّا الانسان فلا ينسى عندما يغفر" Man forgives".