منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 05 - 2014, 12:35 PM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,613

لقد خلق الله الإنسان طاهراً، لأنَّه على صورته ومثاله قد خلقه، ووضعه في جنّة عدن وكل مكان فيها يشهد بعناية الله وحبّه له، ولكن الإنسان سرعان ما أخطأ فامتلأ إثماً وكل شهوة ردية.. وبالإجمال قد صار ملوثاً بالخطية.. وكما قال ميخا النبيّ: " مِنْ أَجْلِ نَجَاسَةٍ تُهْلِكُ وَالْهَلاَكُ شَدِيدٌ " (مي10:2).
فجاء ابن الإنسان الذي لم يفعل خطية واحدة ولم يوجد في فمه غش، وقد قال مرَّة لليهود: " مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ " (يو46:8) وحمل خطايا البشرية كلها وحرقها على مذبح الصليب المقدس، فعتقنا من عبودية الخطية المرّة، وحررنا من نيرها القاسيّ، وأصبح الآن " لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ " (رو1:8).
وهكذا ارتفعت البشرية الساقطة وعادت إلى رتبتها الأولى، والتقت السماء والأرض وتعانقا في شخص المسيح يوم ميلاده، وأصبحنا الآن نخاطب الله بدالة البنين قائلين: (أبانا)، وأصبح كل إنسان مؤمن يُعاين في داخله مسيحاً جديداً، يُعلن أنه يستطيع أن يغفر للبشر خطاياهم فهو يحبهم ويرعاهم، ولا يريد لقطيعه الصغير أن يهيم فوق الصحراء الجرداء، بل تحيا وسط المراعى الخضراء! وهكذا مَنْ انسكبت محبّة الله في قلبه يصير كالبحر الواسع فيه تُصبْ ضعفات البشر فيُسر بتنقيتها، يتلقّى همومهم فيخفيها في لُججه العميقة.
فإلى الله نرفع صلواتنا، طالبين من قداسته أن يُحقق هذا الكتاب الهدف الذي ننشده ألا وهو: جذب النفوس التي ضلت الطريق، وأغوتها شهوات العالم ولذاته ومادياته.. إلى الأحضان الأبوية مرّة أُخرى، لكي تحيا مع الله في سلام، ومع الناس في هدوء واطمئنان.. فبدون الله لا حياة ولا أمل في حياة، إلى الأبد سنظل نزرع ونحصد بين الأشواك والأحجار إلى أن تمتليء قلوبنا بحب الله.
ونحن إذ نقدم باكورة كتابتنا للقرَّاء الأعزّاء، نتقدم بخالص الشكر والدعاء لكل من ساعدونا في إخراج هذا الكتاب، الرب يحفظ حياتهم، ويعوض تعب محبتهم في ملكوته الأبديّ، ويبارك هذا العمل المتواضع لمجد اسمه القدوس.. بصلوات والدة الإله القديسة الطاهرة مريم، وجميع مصاف الشهداء والقديسين.. ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.
الراهب
كاراس المحرقيّ
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حمل في جسده دينونة الخطية، أبطل شوكة الموت
لأن شوكة الموت هي الخطية
كتاب شوكة الخطية للراهب كاراس المحرقي
شوكة الخطية
كتاب شوكة الخطية للراهب كاراس المحرقي


الساعة الآن 09:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024