رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محبة المسيح للكنيسة أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مُطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة... (أف5: 25-27)في هذه الأعداد يستعرض الرسول بولس محبة الرب للكنيسة في ثلاثة اتجاهات .. أولاً: المحبة التي بها يضمن عروسه لنفسه؛ فيمتلكها، ثانياً: المحبة التي بها تتشكل عروسه لتناسبه وتوافقه؛ وثالثاً: المحبة التي بها يُعِّد عروسه لكي يحضرها لنفسه. أولاً: إن أساس علاقة المسيح مع الكنيسة، عروسه، هو المحبة. فهو أحبها محبة كاملة في الأزل .. محبة إلهية. إنه لم يَمُت من أجلها أولاً وطهرها ومن ثم أحبها. لكن المحبة هي الأساس الذي دفعه أن يسلم نفسه لأجلها. لقد أعطى نفسه بكل ما هو عليه في كمالاته الأدبية دون أي تراجع. ومن ثم امتلكها بحق شرعي كامل. إنه اشترى الكنيسة لنفسه، ومع أن الزفاف لم يتم بعد، فإن العلاقة العُرسية بين المسيح والكنيسة قائمة بالفعل. ثانياً: بعد أن استعرض الرسول محبة المسيح الذي بذل نفسه عن الكنيسة في الماضي، تكلم بعد ذلك عن نشاط تلك المحبة في الزمان الحاضر، فالمحبة التي اشترت في الماضي، مشغولة الآن في الحاضر بفترة الإعداد. إن المحبة مشغولة بتقديس وتطهير العروس ... إنه يطهرنا لكي نكون مناسبين له ومتوافقين مع قداسته. ويستعرض الرسول الوسائل المُستخدمة في ذلك « لكي يقدسها مُطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة ». فالكلمة توجه أبصارنا إلى شخصه المبارك، وبذلك نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح ... وهكذا نكون مُشابهين له. ثالثاً: يستعرض الرسول غرض المسيح في المستقبل .. أن يستحضر الكنيسة؛ عروسه لنفسه « لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب ». فليس فقط أن الكنيسة ستصبح بلا دنس أو عيب في المستقبل، ولكنها ستكون « مجيدة »، ستصبح مثل المسيح في مجده، وبالتالي ستكون مؤهلة لحضرته المجيدة. ما أروع قصة الحب العجيب، بل ما أروع ذلك الحبيب الذي ضمن عروسه بنفسه، وأعدها بنفسه، وسيُحضرها لنفسه. إن المحبة هي التي دفعت المهر، وهي التي تولت التجهيز والإعداد، وهي التي ستصل بنا إلى الزفاف. |
|