منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 04 - 2014, 05:04 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,431

مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ص - تفسير سفر المزامير
18- ص
عادلة هي شهاداتك إلى الأبد

[137 - 144]
تلامس المرتل مع الوصية فوجدها عجيبة في قوتها وفاعليتها، والآن يلمس فيها العدالة بالرغم مما يظنه البعض كأن أمور العالم يسودها الظلم بلا رادع. أدرك المرتل أنه أصغر من أن يدافع عن عدالة أحكام الله وشهاداته أو حتى أن يفهمها أو يفسرها. لقد تأكد أن الله حب، في حبه رحوم وعادل، رحمته مملوءة عدالة، وعدله مملوء رحمة. لقد ظهر هذا بكل وضوح في الصليب ينبوع الحب الإلهي والعدالة.

1- عادل أنت يا رب
2- غيرة المرتل على عدالة الله
شهاداتك هي عدل إلى الأبد
من وحي المزمور 119 (ص)

مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ص - تفسير سفر المزامير - عادلة هي شهاداتك إلى الأبد
1. عادل أنت يا رب

"عادل أنت يا رب،
وقضاؤك مستقيم.
أمرت بالحق والعدل جدًا،
اللذين هما شهاداتك" [137،138].
يبدو للإنسان في أول وهلة أن الظلم يسود العالم، لكن من يتأمل بروية وحكمة أحكامك يعرف أنك أنت هو "العدل" و"الحق"، وأن قضاءك مستقيم.
* فلنتأمل كلمات المزمور الحكمي: "بار أنت يا رب، وقضاؤك مستقيم". لا يقدر أن ينطق بهذا إلا الذي يعظم الرب في كل ضيقاته، وينسب آلامه إالى خطاياه، مقدمًا الشكر لله من أجل رحمته1.
القديس جيروم
* "بار أنت يا رب، وقضاؤك مستقيم"... برّ الله هذا وحكمه المستقيم والحق يجب أن يخشاه كل خاطئ. فإن كل من يُدان إنما يُدان بواسطة الله، ولا يمكن أن يوجد من يشتكي بحق ضد برَّ الله عندما يُلقى في جهنم. لهذا توجد حاجة إالى دموع الندامة، فإنه بعدل تُدانٍ القلوب غير التائبة.
يدعو شهادات الله برًّا، إذ يؤكد أنه بار بتقديمه وصايا بارة. وهذا أيضًا حق؛ بمثل هذه الشهادات يُعرف الله.
القديس أغسطينوس
عجيب هو الرب في عدله الممتزج بالحب، فإن كان بالعدل قد حكم علينا بالموت كثمرة طبيعية لانفصالنا عنه، مصدر حياتنا، فبمحبة قَبِلَ الحكم في جسم بشريته، محققًا العدالة الإلهية ليصالحنا مع الآب فنسترد الحياة.
كما أن الله عادل ولا يمكن أن يصنع شيئًا بدون عدلٍ، هكذا يريدنا نحن أن نقتدى به فنسلك بالبرّ والعدل كأبينا السماوي، وذلك في معاملاتنا مع أنفسنا أو مع الغير أو مع الله نفسه.
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ص - تفسير سفر المزامير - عادلة هي شهاداتك إلى الأبد
2. غيرة المرتل على عدالة الله

إذ يرى المرتل في الكنيسة بيت الله، بيت العدل الإلهي والبرّ، لذا ذاب في غيرته عليها، هذه التي هي موضع هجوم العدو المستمر من اتجاهات متعددة.
"غيرة بيتك أذابتني،
لأن أعدائي تناسوا أقوالك" [139].
ينطبق هذا القول على السيد المسيح الذي في غيرته على كنيسة الله، أي حبه لخلاص المؤمنين ذاب كالشمع حين عُلق على الصليب ليحقق العدالة الإلهية وفي نفس الوقت يكشف عن الحب الإلهي اللانهائي، لكن خاصته التي تحولت إالى العداوة تناسوا أقواله التي سبق فأعلنها على ألسنة الآنبياء.
المؤمن الحقيقي أيضًا يمتلئ غيرة على بيت الرب الذي في داخله، وبيته المُقام في كل نفس بشرية. يشعر بقيمة النفس باذلًا كل حياته الزمنية، متنازلًا عن كل حقٍ وكرامة من أجل إقامة بيت الرب المجيد في أعماق النفس. يغير الإنسان على وقته أيضًا وطهارته... وتبقى هذه الغيرة ملتهبة حتى ما بعد الموت. وكما يقول القديس جيرومهل تظن أن بولس الرسول الذي كان مملوء غيرة على خلاص كل نفسٍ، فكان يتنقل من بلد إالى أخري كما من حجرة إالى حجرة في بيتٍ واحدٍ، هل تتوقف غيرته ومحبته بعد رحيله من الجسد؟! حتمًا لا، بل تزداد غيرته مصليًا من أجل خلاص العالم كله.
* ع139 "غيرة بيتك أكلتني، لأن أعدائي نسوا وصاياك"... جاء في بعض النسخ "غيرتك"، وهي تعني إنسانًا غيورًا على الله لا على ذاته...
تُفهم غيرة المرتل هنا بمعنى صالح، مقدمًا السبب لها، قائلًا: "لأن أعدائي نسوا وصاياك" [139].
القديس أغسطينوس
بقول المرتل "تناسوا أقوالك" يكشف عن مدى تماديهم في الشر، فإنه قد يكسر الإنسان الوصية لكن ضميره في الداخل يثور ويبكته حتى إن حاول تهدئته، أما أن يتناسى الإنسان الوصية ويتجاهلها تمامًا، فهذا أمر له خطورته.
"مُحمي قولك جدًا
وعبدك أحبه" [140].
* إن قول مُحمي أي لا غش فيه ولا تملق ولا مزاح، ولا مراءاة؛ لكنه حيّ وفعّال وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارق إالى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميز أفكار القلب ونياته... (عب12:4 إلخ)، فالذي يكون عبدًا لله يحبه.
أنثيموس أسقف أورشليم
إذ يشتاق قلب المرتل إالى النقاوة يرتبط بأقوال الله النارية، أو النقية في معانيها وفي روحها وفي فاعليتها، إذ وهي نقية قادرة أن تهب النقاوة، وتلهب القلب بنارها.
* يا لها من نفس بائسة تلك التي انطفأ فيها نار الإيمان، وتحول دفء المحبة إالى برودة!
حينما يأتي رئيس كهنتنا السماوي إليها ويطلب منها جمرًا مشتعلًا يُقدم عليه بخور للآب يجد أعشابًا يابسة ورمادًا باردًا فيها!
هذا هو حال من ينسحبون ويبتعدون عن كلمة الله لئلا يسمعوا الكلمات الإلهية ويلتهبوا بالإيمان وينموا في دفء المحبة، ويشتعلوا بالرحمة.
أتريدون أن أريكم كيف تتوهج النار بكلمات الروح القدس فتضيئ القلوب في المؤمنين؟ انصتوا إالى داود وهو يتحدث في المزمور "ممحص قولك جدًا" [140]. ومكتوب في الإنجيل أيضًا بعد أن تحدث الرب مع كليوباس: "ألم يكن قلبنا مشتعلًا فينا؟" (لو 32:24).
وأنتم متى تقتنون النار؟ كيف يوجد فيكم جمر النار إن لم تشتعلوا دائمًا بكلمات الرب، وتتقدموا أبدًا بكلام الروح القدس؟ انصتوا إالى داود نفسه الذي يقول في موضع آخر "حمي قلبي في جوفي، عند لهجتي اشتعلت النار" (مز 3:39) فكيف تزدادون دفئًا؟ أين تتوقد فيكم النار إن لم تتأملوا أبدًا في الكلمات الإلهية؟ بل والأسوأ من ذلك إذ حميت ناركم في الملاهي (السيرك) أو في سباق الخيل أو في الحلبات الرياضية، هذه النار لا تأتي من مذبح الرب بل هي تلك النار المسماة "نار غريبة". وها أنتم قد استمعتم منذ لحظات ماذا حدث عندما أحضر بعض الناس نارًا غريبة قدام الرب، وكيف أُبيدوا (لا 1:16)1.
العلامة أوريجينوس
* يصعب على النفس البشرية أن تتجنب أن تحب شيئًا ما، بل يلزم لذهننا بالضرورة أن يفتح الطريق للعاطفة لشيءٍ أو آخر. محبة الجسد تُغلب بمحبة الروح. تُطفأ الشهوة بشهوة أخرى. ما يؤخذ من الواحد يُزاد بالآخر2.
القديس أمبروسيوس
أما سرّ غيرة داود منذ شبابه على عدالة الله، فلأنه اختبرها عمليًا عندما كان أصغر إخوته، مرذولًا حتى من أبيه الذي لم يستدعه عندما أراد صموئيل النبي أن يمسح أحد ابنائه ملكًا، أما الله فلم ينسه. وكما يقول:
"شاب أنا ومرذول،
وحقوقك لم أنسَ.
عدلك حق هو إالى الأبد.
كلامك حق هو" [141،142].
يشعر المرتل أنه شاب صغير، أصغر من أن يقف موقف الناقد لكلمة الله وللوصية، إنما موقف الإنسان الناري المشتاق إالى التمتع بوعود الله. إنه يعلم أن عدل الله حق، وكلامه حق. لذا يخضع لينعم بهذا الحق الإلهي ويتمتع بالمعرفة السماوية الفائقة.
* "صغير أنا ومرذول، وحقوقك لم أنسَ"... يبدو أن الأصغر يحزن على من هم أكبر منه، هؤلاء الذين نسوا برَّ الله، أما هو فلم ينسَ. فإنه ماذا يُعني بقوله: "صغير أنا... ولكنني لم أنسً"؟ سوى هذا: هؤلاء الأكبر مني قد نسوا...
لنتعرف على الأمتين، اللتين كانتا تتصارعان حتى في رحم رفقة، عندما قيل لها ليس من أجل الأعمال بل من أجل ذاك الذي يدعو: "الكبير يُستعبد للصغير" (تك22:25،23؛ رو12:9،13). لكن الأصغر هنا يقول أنه بلا صيت، لهذا صار الأعظم، "هكذا يكون الأوَّلون آخرين، والآخرون أوَّلين" مت 16:20.
* إننا لا نعجب أن الذين نسوا كلمات الله، الذين اختاروا أن يثبتوا برّهم الذاتي يجهلون برّ الله (رو3:10)، وأما هو، الأصغر، فلم ينسَ، لأنه لا يطلب برّ نفسه الذاتي، بل برّ الله، والذي يقول عنه الآن: "برّك هو إالى الأبد، وناموسك حق هو" [142].
القديس أغسطينوس
يرى العلامة أوريجينوس أن هذا الشاب هو أيضًا جماعة الأمم الحديثون في الإيمان، كانوا مرذولين من اليهود الذين سبقوهم في الإيمان بالله (في العهد القديم). لم ينسَ الله الأمم إذ فتح لهم باب الإيمان.
* كيف لا يكون الناموس هو الحق،هذا الذي جاءت منه معرفة الخطية والذي يشهد لبرّ الله؟ هكذا يقول الرسول: "برّ الله مُعلن، مشهود له من الناموس والآنبياء".
القديس أغسطينوس
كلام الرب ليس حقًا فحسب وإنما هي "الحق" بعينه الذي يلزم دراسته والتدرب عليه.
"ضيق وشدة أدركاني،
ووصاياك هي درسي" [143]
* لا يشترك أي رياضي في مسابقة رياضية ما لم يتدرب أولًا. فلندهن أذرع نفوسنا بزيت القراءة، ويكون لنا تدريب منتظم نهارًا وليلًا في صالة تدريب (جمينزيم) الكتاب المقدس.
القديس أمبروسيوس
* من أجل الناموس احتمل الأصغر اضطهادًا من الأكبر، فيقول الأصغر: "ضيق وشدة أدركاني، ووصاياك هي درسي".
* ليثوروا وليضطهدوا، فبحسب الوصايا لنحب حتى الثائرين.
القديس أغسطينوس
"عادلة هي شهاداتك إالى الأبد،
فهمني فأحيا" [144].
من يقبل الوصية يتعرض لمتاعب كثيرة، وكما يقول الرسول: "من خارج خصومات، من داخل مخاوف" 2كو5:7. لكن دراسة وصية الرب والآنشغال بها كفيلة برفع القلب فوق الضيق والشدة.
* يصلي هذا الصغير من أجل الفهم، حتى إذا لم يكن له فهم يصير أحكم من الشيوخ [100].
إنه يُصلي إذ هو في متاعب ومصاعب حتى يفهم أن كل أعدائه المضطهدين يستخفون به، إذ يقول أنهم يحتقرونه. لذلك يقول: "فأحيا"، لأنه إن كانت المتاعب والأثقال قد بلغت به إالى حُفرةٍ كهذه حيث صارت حياته في أيدي أعدائه المقاومين، إلا أنه يحيا إالى الأبد، فهو يفضل البرّ الذي يبقى إالى الأبد عن الأمور الزمنية. هذا البرّ وسط المتاعب والمصاعب هو شهادات لله Martyria Dei بها يكلل الشهداء.
القديس أغسطينوس

شهاداتك هي عدل إلى الأبد

1. إن كان الظلم يسود العالم، لكن عدل الله باقٍ إالى الأبد.
2. يعلن المرتل غيرته الشديدة في الدفاع عن عدل الله وحقوقه.
3. شهادات الله عدل وبرّ قادرة أن تهبنا النقاوة وتدخل بنا إالى الحق ذاته.
4. يستصغر الأشرار المرتل ويرذلونه، أما هو فمتهلل بالوصية التي تحمله إالى ما فوق الضيق.
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ص - تفسير سفر المزامير - عادلة هي شهاداتك إلى الأبد
من وحي المزمور119 (ص)

عادل أنت يا رب.. حتى إن ساد العالم الظلم


* من أنا يا رب حتى أدافع عن عدلك وبرّك؟!
من يشتكي ضد برّك، فإن ما يحل بي هو بسبب خطاياي!
* بعدلٍ حكمت على بالموت الأبدي،
وبحبك حملت الحكم في جسم بشريتك.
عادل وأنت ومحب يا مخلص البشر!
* في غيرتك على كنيستك ذاب قلبك كالشمع على الصليب.
وفي غيرتي على كنيستك أشتهي الموت من أجل خلاص كل نفسٍ!
تبقى غيرتي على كنيستك حتى بعد رحيلي.
ها هو كل القديسين يطلبون بنيانهم وخلاص الجميع.
* التهب قلبي بنار الغيرة المقدسة.
لتبقى كلماتك نارًا مشتعلة في أعماقي.
لتلهب حبي فلا يستطيع العالم أن يطفئ ناره.
لتحرق نار كلماتك المقدسة نيران الشهوات الجسدية والملذات!
* تجاهل يسى ابنه داود الصبي حين جاء صموئيل النبي ليدهنه ملكًا!
أبي وأمي يتجاهلاني، أما أنت فلن تنساني!
صغير أنا ومرذول عن أن أنتقد عدلك.
عدلك حق، حتى وإن لم أستطع فهمه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ف - تفسير سفر المزامير - عجيبة هي شهاداتك
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ي - تفسير سفر المزامير - أحكامك عادلة
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ق - تفسير سفر المزامير
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة س - تفسير سفر المزامير
مزمور 119 (118 في الأجبية) - قطعة ل - تفسير سفر المزامير


الساعة الآن 03:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024