رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انحراف أغسطينوس: أتم أغسطينوس دراسته في مدرسة مادورا Madaura بثاجست Thagaste وكان متفوقا حتى على معلميه إذ كان موهوبًا وذكيًا. أراد والده أن يرسله إلى قرطاجنة ليقضى عامين في الدراسة. وكان لا بد من قضاء سنة في بيته حتى يدبر له والده المال اللازم لنفقات الدراسة. وكانت هذه السنة تمثل وباء أفسدت حياة أغسطينوس إذ كان في بطالة وكسل لا عمل له سوى أصدقاء السوء. كان قائدًا لهم في سرقة الكمثرى من حدائق جيرانهم مع أن حديقته كانت مليئة بتلك الثمار. لكنه كان يهوى القيادة، يسرق ليلقى بالكمثرى للخنازير. برع في دراسته بقرطاجنة وفاق الجميع واشتعل قلبه بحب الحكمة. وكانت أمه تطمع له في المزيد من العلم، إذ كانت تأمل أن العلم يرتقى به إلى معرفة الله. ما أن وصل ابنها أغسطينوس إلى سن الشباب حتى انحرف انحرافًا خطيرًا، إذ أن سيدة تكبره أغوته وهو شاب صغير. ووصل الأمر به أن صار له خليلات عشيقات وابن غير شرعي. كانت نصائحها له غير مجدية على الإطلاق . فيقول أغسطينوس بعد توبته في مناجاة لله: أمي التقية قد تكلمت، وصوتها على ما أرى كان صدى صوتك. ). فلأنها كانت تلح عليَّ بشدة لأعتزل الغواني وكل أنواع الفجور، لم أكن أعيرها أذنًا صاغية ولا أكترث بأقوالها، لأنها أقوال امرأة ، بينما هي صادرة من لدنك. فكان امتهاني لها امتهانًا لك، وعدم اعتباري لها عدم اعتبار لأقوالك". وضعت كل ثقلها في الدموع والصلاة والصوم لكي يعيد الله ابنها . يقول القديس أغسطينوس: "باتت أمي تبكي عليَّ بكاءً فاق بكاء الأمهات على فقد أولادهن بالموت الجسدي. وأنت يا مولاي قد استمعت لها. ولم تزَل تلك الدموع التي كانت تذرفها في صلواتها بين يديك حيث كانت تبلل وجه الأرض بدموعها". أخذت تركض وراءه من بلدٍ إلى بلدٍ، وهو الابن الضال ، وتسأله بدون تذمر أو يأس، وبقيت على هذه الحال عشرين سنة. |
|