رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزامير المصاعد مزمور 127 مدخل النجاح إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ. إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ. 2بَاطِلٌ هُوَ لَكُمْ أَنْ تُبَكِّرُوا إِلَى الْقِيَامِ مُؤَخِّرِينَ الْجُلُوسَ آكِلِينَ خُبْزَ الأَتْعَابِ. لَكِنَّهُ يُعْطِي حَبِيبَهُ نَوْماً. 3هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ ثَمَرَةُ الْبَطْنِ أُجْرَةٌ. 4كَسِهَامٍ بِيَدِ جَبَّارٍ هَكَذَا أَبْنَاءُ الشَّبِيبَةِ. 5طُوبَى لِلَّذِي مَلَأَ جُعْبَتَهُ مِنْهُمْ. لاَ يَخْزُونَ بَلْ يُكَلِّمُونَ الأَعْدَاءَ فِي الْبَابِ. إن الخلفية التاريخية لهذا المقطع من كلمة الله ليست وقت سليمان كما يظن البعض، الذين فهموا أن البيت هو الهيكل، بل هى فترة ما بعد العودة من السبى البابلى. فى هذه الفترة واجه شعب الله واقعاً صعباً فى مهمة إعادة البناء مرة أخرى بعد حالة الدمار التى وصلت إليها البلاد. واجهوا الأعداء والمقاومة الشديدة والإمكانات المحدودة أمام المهمة الصعبة الملقاة على عاتقهم .. فى كل ذلك صارعوا بين النجاح والفشل. ولذلك يدور هذا المزمور حول فكرة واحدة كبيرة هى "مدخل النجاح" ومن زاوية أخرى يُعَّدُ هذا المزمور واحداً من بين كتابات "الحكمة" التى تظهر فى مزامير 1و49 و73 و128. ويقدم المزمور بعض المبادئ والتطبيقات فى أربع كلمات تشغل العالم اليوم هى : البناء والأمان والأسرة والعمل ، وهذه المبادئ إذا أحسن تطبيقها تحقق للإنسان السعادة والنجاح. وينقسم المزمور إلى جزئين رئيسيين (1 - 2) و (3 - 5). وهما وإن كانا مستقلين إلا أنهما متداخلان معاً تحت اتجاه واحد هو بطلان المجهودات البشرية بدون الله ، فالله يعمل فى المجهودات والإنجازات البشرية ، وهذه المجهودات والإنجازات تحقق النجاح الحقيقى والقوة إذا تناغمت مع الهدف الإلهى. هذا الاتجاه نجده بوضوح فى تك 11، ففى الأعداد تك 11 : 1-9 نرى الإنسـان يبنى لنفسه برجاً لتخليد اسمه. "«هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجاً رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْماً لِئَلَّا نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ»." (تك 11 : 4)، وكانت نتيجة هذا العمل الفشل والبلبلة والتبديد. أما فى تك 11 : 10-32 فنرى الله يعطى لتارح فى هدوء ابناً هو إبرام، ومن إبرام وفى نسله تضاعفت البركة على مدى الأيام. ويعود هذا المزمور إلى فترة كان معلمو الحكمة فيها يعلّمون بأن خوف الله أساس ومقوم متين لسعادة الإنسان ونجاح الحياة، ويعدّد المرنم أربعة مجالات فى الحياة لا يمكن أن تتحقق بنجاح لو أننا أغفلنا من حساباتنا دور الرب فيها، سواء فى البناء والخلق أو فى الصيانة والحفظ. أولاً : بناء البيت "إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ فَبَاطِلاً يَتْعَبُ الْبَنَّاؤُونَ". والكلمة المستخدمة "البيت" لها معنيان : السكن أو أفراد الأسرة، فهناك تشابه فى الكلمتين العبريتين bonim أى "بناوؤن" ، banim أى " بنون" (عدد 3). والأسرة مجال هام وحجر أساس فى استقرار واستمرار الكنيسة والمجتمع. ويذكر المرنم هنا شيئاً عن الثراء المادى أو المركز الاجتماعى لأن الأسرة القوية المتماسكة هى فى حد ذاتها ثروة وكرامة عظيمة. وفى المجتمع المعاصر تعرّضت مكانة الأسرة للاهتزاز الشديد نتيجة عوامل كثيرة مثل غياب المفهوم الحقيقى للزواج كغرض إلهى وعلاقة مقدسة وغاية اجتماعية سامية، أو إساءة فهم الحرية الشخصية، أو ضغوط المادية والمدنية، أوغياب الله كالبانى والراعى لحياة الأسرة، أو غياب أحد الوالدين أو انشغالهم عن مسئولية تربية الأبناء. والبناء يقصد به التشكيل والخلق، والرعاية والحفظ أى البناء المستمر لتجنب مضاعفات عديدة كتفاقم المشكلات والتفكك وأزمات الانفصال والطلاق والانحراف … الخ. والحقيقة أن المجال لا يتسع هنا للإسهاب فى هذا الموضوع، لكن الدراسات الأسرية الآن تتزايد، والوعى الكنسى بدأ يستيقظ، أما فى هذا المزمور فالوحى يضع لنا المبدأ الأساسى : "إِنْ لَمْ يَبْنِ الرَّبُّ الْبَيْتَ .." أىّ ليشترك الرب فى تشكيل البيت وفى تأهيله باستمرار. والرب يصنع ذلك من خلال نعمة الاختيار أى مساعدتنا على الاختيار المناسب لشريك الحياة "فالذى جمعه الله …" (مت 19 : 6) ومن خلال مساعدتنا على تطوير ونمو الزواج باستمرار كبيت يؤسس على الرب يسوع (مت 7 : 24 ، 25)، وأخيراً فهو يعلّمنا حكمة الحوار والاتصال والتفاهم المبنى على الحب والاحترام لشريك الحياة " بِالْحِكْمَةِ يُبْنَى الْبَيْتُ وَبِالْفَهْمِ يُثَبَّتُ" (أم 24 :3) هذا يعنى أنه بدون الرب لن يكتمل مشروع الأسرة الناجحة. لقد كان الوثنيون القدماء – وقت كتابة هذا المزمور – يعتقدون أن القوى الشريرة تصُبُّ لعنتها على البناء بالمرض أو الزلازل أو أية مصائب أخرى، ولكن إذا كان الرب هو المدافع، والبنّاء فإن البيت يُبنى فى ثقة وأمان "9لأَنَّكَ قُلْتَ: [أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي]. جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ 10لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ." (مز91 : 9و10) إن البيت يُبنى بالرب وفى الرب. ثانياً : حفظ المدينة "إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ فَبَاطِلاً يَسْهَرُ الْحَارِسُ". فبرغم الحراس قد تسقط المدينة بمجاعة أو وبأ أو خيانة أو هجوم مفاجئ. فى أغنية الثقة يقول إشعياء : "1فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يُغَنَّى بِهَذِهِ الأُغْنِيَةِ فِي أَرْضِ يَهُوذَا: «لَنَا مَدِينَةٌ قَوِيَّةٌ. يَجْعَلُ الْخَلاَصَ أَسْوَاراً وَمِتْرَسَةً. 2اِفْتَحُوا الأَبْوَابَ لِتَدْخُلَ الأُمَّةُ الْبَارَّةُ الْحَافِظَةُ الأَمَانَةَ. 3ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِماً سَالِماً لأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ. 4تَوَكَّلُوا عَلَى الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّ فِي يَاهَ الرَّبِّ صَخْرَ الدُّهُورِ." (إش 26 : 1-4). ويقول الرب فى سفر زكريا عن أورشليم : "5وَأَنَا يَقُولُ الرَّبُّ أَكُونُ لَهَا سُورَ نَارٍ مِنْ حَوْلِهَا وَأَكُونُ مَجْداً فِي وَسَطِهَا." (زك 2 : 5). وفى الأمثال " اَلْفَرَسُ مُعَدٌّ لِيَوْمِ الْحَرْبِ أَمَّا النُّصْرَةُ فَمِنَ الرَّبِّ." (أم 21 : 31). إن هذه الآية تقدم لنا حفظ المدينة أو المجتمع كشىء يقع فى قلب اهتمام الله. "إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ.." وإرادة الله أن تُحفظ المجتمعات مستقرة مهيأة لحياة أفضل لكل إنسان. ومعنى هذا أيضاً أن المؤمنين الحقيقيين يتجاوبون مع هذا الاهتمام الإلهى بالمجتمع، من خلال اهتمامهم – هم أيضاً – بمدينتهم ومجتمعهم فيعملون على استقراره وتقدمه وحفظه بعيداً عن التطرف الذى يؤدى إلى الإرهاب المدّمر، وبعيداً عن السلبية والانعزالية التى تعطى الفرصة لغير الأسوياء أن يخترقوا المجتمع وأمنه وسلامته. "بِبَرَكَةِ الْمُسْتَقِيمِينَ تَعْلُو الْمَدِينَةُ وَبِفَمِ الأَشْرَارِ تُهْدَمُ.." (أم 11 : 11). إن حفظ المجتمع لا يكون بتكديس الأسلحة والترسانات والحروب والهيمنة والقوة ، بل بالتعاون والسلام والتكيف والتعايش إنه لا يكون بالعلم وحده - رغم الأهمية القصوى للعلم كطريق للتقدم – ولكن أيضاً ببناء الإنسان من الداخل فى علاقة حّية مع الله تحفظ له التوازن وبناء القيم الروحية والانسانية الصالحة. ثالثاً : مجال العمل "بَاطِلٌ هُوَ لَكُمْ أَنْ تُبَكِّرُوا إِلَى الْقِيَامِ مُؤَخِّرِينَ الْجُلُوسَ..." وربما كان تفكير المرنم متجهاً إلى الشخص الذى يبدأ عمله فى الصباح الباكر حتى ساعة متأخرة من الليل. ويقدم المرنم لنا هذه الحقيقة : لا ثمر بدون الرب الذى يُكَلِّلُ هذا الجهد بالنجاح. ثم يقول المرنم " مُؤَخِّرِينَ الْجُلُوسَ" وبالعبرية تعنى Being late to sit down (to eat) إذ أن الوجبة الرئيسية للعامل والفلاح تتناول فى نهاية اليوم." لَكِنَّهُ يُعْطِي حَبِيبَهُ نَوْماً" وفى هذه الجملة مشكلتان لغويتان : الأولى: هى الكلمة المترجمة "لكن" إذ أنها يمكن أن تكون بمعنى "لأن أو لذلك" = For ، والبعض الآخر يرى أنها تعنى "حقا أو بالتأكيد" Surely. والكاتب يرجح أن الأولى قد تكون أفضل. الثانية: هى الكلمة المترجمة "نوماً" ، فهل هى "حال" وبالتالى تشير إلى الوقت أو الكيفية التى يعطى بها الله البركة؟ أم أنها تشير إلى النوم كبركة فى حد ذاته؟ إن القرينة تشير إلى موقفين تجاه الله هما: الاعتماد عليه أو الاستقلال عنه وليس بين موقفين تجاه العمل ، وبالتالى لا منافسة بين العمل الشاق والنوم. إذن، ما المعنى أو المعانى المقترحة لكلمة "نوم" هنا ؟ قال داهود إن معناها "غنى"، أما امرتون فقد قال إن معناها "المراكز الرفيعة أو الكرامة". ومع أن هذه المعانى تستند إلى تأييد لغوى إلا أن المعنى الذى قاله Weiser هو أقرب المعانى للصواب من وجهـة نظرنـا: "لكنه يعطى حبيبه فى النوم الشئ المناسب" أو "لأنه يعطى حبيبه فى النوم"For he gives his beloved in sleep فى هذا المعنى أيضاً يقول Malthias Claudius : "نحن نحرث الحقول ونلقى البذار الجيدة .. نطعمها ونرويها .. بيد الله القوية". والمعنى العام يعطينا : 1- راحة اليقين : فالعمل الناجح هو ذلك العمل المنظم الجاد الذى يتم فى إطار الثقة فى الرب والاتكال عليه. وفى تشبيهه للملكوت – والحديث عن ثقتنا فى الله كالراعى والأب لنا – عَلَّمَ الرب يسوع هذا المعنى تماماً. (راجع مر 4 : 26 – 29 ، ولو 12 : 22 – 31). إن الله يعمل فى ومن خلال مجهودنا البشرى وأعمالنا: "وَلْتَكُنْ نِعْمَةُ الرَّبِّ إِلَهِنَا عَلَيْنَا وَعَمَلَ أَيْدِينَا ثَبِّتْ عَلَيْنَا وَعَمَلَ أَيْدِينَا ثَبِّتْهُ." (مز 90 : 17)، وكما سبق القول إن الله يُنجح أعمالنا عندما تنسجم وتتلاقى مجهوداتنا البشرية مع هدفه الإلهي. يقول الرسول بولس : إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ." (1كو 15 : 58) ويقول نحميا : "إِلَهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي." (نح 2 : 20). إن الله هو صاحب النجاح والثمر والانتصار، فشكراً لله الذى يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح. إذن فالمرنم يقدم لنا دعوة لكى يكون الله فى مكانه اللائق والصحيح فى الحياة العاملة، وعندما يكون الله فى مكانه اللائق والصحيح يعطينا راحة فى النهار فى حياتنا ويجعلنا نشتغل بهدوء ونأكل خبزناً بلا كسل أو تواكل، وبلا توتر أو هم أو قلق، بل نعمل فى ثقة ويقين وراحة مدركين أن الله يعمل معنا وبنا. "28تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ .. وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.. فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. " (مت 11 : 28 – 29) "إِذاً بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ!" (عب 4 : 9) والله يعطي راحة حتى فى النوم : راحة الضمير الذي ينتج نوماً عميقاً، "بِسَلاَمَةٍ.. أَنَامُ ..فِي طُمَأْنِينَةٍ" (مز4: 8 )، وراحة الأجير النشيط عند انتهاء يومه فيتمتع بتجديد الطاقة، وسلام النفس، وإستقرار الفكر والإرادة، ووضوح الرؤية فى مواقف الحياة المتشابكة، واكتشاف الحلول الممكنة للمشكلات. لقد نام بطرس فى السجن ونام يسوع فى العاصفة. 2- نعمة الاكتفاء : عندما يكون الله فى مكانه اللائق والصحيح فى حياتنا فإنه يعطينا نعمة الاكتفاء. إن المزمور كله عبارة عن شرح للآية الواردة فى أم 10 : 22 "بَرَكَةُ الرَّبِّ هِيَ تُغْنِي وَلاَ يَزِيدُ الرَّبُّ مَعَهَا تَعَباً.". ويقول الرسول بولس : "..تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِياً بِمَا أَنَا فِيهِ." (فى 4 : 11)، "8فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا." (1 تى 6 : 8). إنه الإحساس الرائع بالرضى. 3- حكمة التنظيم : وعندما يكون الله فى مكانه اللائق والصحيح، يمنحنا حكمة التنظيم للوقت، القائم على بركة إدراك الأولويات الصحيحة فى الحياة .. الله – الأسرة – العمل – الخدمة. رابعاً : الأولاد "3هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ ثَمَرَةُ الْبَطْنِ أُجْرَةٌ. 4كَسِهَامٍ بِيَدِ جَبَّارٍ هَكَذَا أَبْنَاءُ الشَّبِيبَةِ. 5طُوبَى لِلَّذِي مَلَأَ جُعْبَتَهُ مِنْهُمْ. لاَ يَخْزُونَ بَلْ يُكَلِّمُونَ الأَعْدَاءَ فِي الْبَابِ." إذا أراد الإنسان أن يبنى عائلة، عليه أن يتذكر أن البنين ميراث من عند الرب. هم ليسوا فقط لامتداد النسل واستمراره، بل كأبناء الشبيبة للدفاع ضد الأعداء كسهام بيد جبار. وإذا اُتهم رب الأسرة، لا يخشى الذهاب إلى المحكمة عند باب المدينة وبجوار أعدائه لأن أبناءه حوله. وترد هذه الآية فـى الترجمة السبعينية (LXX ) أن الأب لا يخزى بل يكلم الأعداء فى الباب. والأولاد مسؤولية قبل أن يكونوا أصولاً حية. إنهم : * ميراث من عند الرب أو عطية منه تعالى * أجرة كثمرة البطن. مكافأة ، ولكنهم * سهام بيد جبار لأنهم أبناء الشبيبة، وهذه الجملة تحتمل معنيين: الأول : أنهم الأبناء الذين بلغوا سن الشباب. الثانى : أنهم الأبناء الذين ولدوا فى شباب والديهم. والسهام تحتاج إلى عناية فائقة. وتحتاج إلى قدرة فى الاستقامة لسرعة وقوة الانطلاق لمسافة أكبر. وتحتاج إلى دقة فى التصويب نحو الهدف، كما تحتاج إلى دراية ومران فى الرماية. هكذا يحتاج الأبناء إلى رعاية فائقة واهتمام دائم ليصبحوا شخصيات مؤثرة قادرة أن تحقق أهدافها فى الحياة. ثم يقول المرنم "طُوبَى لِلَّذِي مَلَأَ جُعْبَتَهُ مِنْهُمْ "، فبقدر عظم الوعد بقدر ما يكون الأولاد ملء اليد handful قبل أن يكونوا ملء الجعبة للدفاع. من يملأ جعبته منهم يكون صاحب مركز قوى فى المجتمع، وعندما يقف أمام أعدائه فى المحكمة "الباب" أى باب المدينة لا يخزى، وهو يكلمهم لأن أولاده حوله.... ولا يخزون هم بل يكلمون الأعداء فى الباب فلا يستطيع الأعداء الوصول لأبيهم فيتمتع الجميع بالأمن والأمان. يقول المرنم : " 1هَلِّلُويَا. طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَّقِي الرَّبَِّ الْمَسْرُورِ جِدّاً بِوَصَايَاهُ. 2نَسْلُهُ يَكُونُ قَوِيّاً فِي الأَرْضِ. جِيلُ الْمُسْتَقِيمِينَ يُبَارَكُ. 3رَغْدٌ وَغِنًى فِي بَيْتِهِ وَبِرُّهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ.". (مز 112 :1 – 3) |
|