|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرياء هو لغة الفساد الرياء هو لغة الفاسدين المفضلة. ففي المشهد الإنجيلي أَرسَل الفِرِّيسيِّونَ والهِيرودُسِيون أُناسًا ليصطادوا يَسوعَ بِكَلِمَة. فأَتَوه وسألوه: إن كان َيَحِلُّ دَفْعُ الجِزيَةِ إِلى قَيصَرَ أَم لا؟ لكن يسوع فَطِنَ لِرِيائِهم. تابع البابا يقول لقد حاولوا بالكلام اللطيف أن يكسبوا صداقته، لكن هذا تصرّف مزيّف، “فهُم لا يحبون الحقيقة” بل يحبون أنفسهم فقط ولذلك “يحاولون بواسطة الكذب والخداع أن يُشركوا الآخر في كذبهم، فالكذب يقيم في قلوبهم ولذلك لا يمكنهم قول الحقيقة”. وعندما يكلم يسوع تلاميذه يقول لهم: “ليكن كلامكم نعم، نعم! ولا، لا!” فالخبث ليس لغة الحقيقة، لأن الحقيقة لا تسير أبدًا وحدها بل ترافقها المحبة دائمًا. لا وجود للحقيقة بدون المحبة، المحبة هي الحقيقة الأولى، وإن غابت المحبة غابت الحقيقة أيضًا. وهؤلاء يريدون حقيقة مستعبدةً لمصالحهم. والمحبة التي ترافق هذه الحقيقة هي محبتهم لأنفسهم. تلك العبادة النرجسيّة التي تدفعهم لخيانة الآخرين، ولاستغلال الثقة”. إن “لغة الإقناع” التي استعملوها تقود فقط إلى “الخطأ والكذب” وهؤلاء الذين أتوا اليوم يسوع بهذا الكلام المنمق هم نفسهم الذين سيلقون القبض عليه في بستان الزيتون ويسوقونه إلى بيلاطس. وإنما ما يطلبه يسوع من الذين يتبعونه هو العكس بالتمام، هي لغة الـ” نعم، نعم! ولا، لا!”، لغة “المحبة والحقيقة”. “فيسوع يطلب منا التواضع بعيدًا عن كل هذا التملّق. التواضع بسيط كبساطة الأطفال. فالطفل لا يعرف الخبث ولا الفساد. وعندما يقول لنا يسوع: “ليكن كلامكم نعم، نعم! ولا، لا!”، فهو يطلب منا تصرفًا مغايرًا لهؤلاء”. |
|