إنني أتعجب كثيرًا من اهتمام الله بيونان النبي، وهو في حالة غَيّظ، واعتراض على مشيئته، فصبر الله وطول أناته على يونان يكشف عن حبه الفائق الذي يُقَدِّر ضعف أولاده، فبينما هم يُخطِئون يعاملهم الله برفق عظيم. إن الله لا يرفض أولاده المؤمنين به، إلاَّ لسببٍ واحد وهو عنادهم، لأن عدم التوبة، ومعاندة الله هي أعظم الخطايا، كقول صموئيل النبي لشاول الملك: "لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ" (1صم 15: 23).