رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القدّيس زخيا
هو القدّيس "زخيا" بحسب الكنيسة المارونيّة السّريانيّة، معروف باسم "نيقولاوس" في اللّغة اليونانيّة و"منصور" بالعربيّة، والّذي تعيّد له الكنيسة اليوم، فنستعيد على ضوء حياته الفضائل الّتي جعلته قدّيسًا وقورًا يتمثّل به الكثيرون اليوم. ولد مار زخيا في آسيا الصّغرى، في عائلة غنيّة بمالها وبتقواها أيضًا. تربّى على مخافة الله فامتلأ من النّعمة الإلهيّة منذ طفولته ما جعله يحسن اختياراته مستمدًّا من الرّوح القدس مواهبه المقدّسة، فما كان يبحث في حياته إلّا عن ذوي الأخلاق الحسنة والسّمعة الطّيّبة فيعاشرهم ممارسًا الإماتات. خسر والده وهو لا يزال في ريعان الشّباب، فاختار أن يترك كلّ شيء موزّعًا أمواله على الأشدّ عوزًا، فكان يعطي بكرم كبير وبسرّيّة تامّة مطبّقًا ما ورد في إنجيل متّى 6/3: "وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ"، فبات رمزًا للعطاء والصّدقة. وعندما ناداه الرّبّ، دخل ديرًا في مدينة ميرا حيث كان خاله أسقفًا فرقّاه إلى درجة الكهنوت المقدّسة، فانطلق في مسيرة حجّه إلى الأراضي المقدّسة حيث ارتشف من كأس الإيمان المسيحيّ التّعاليم وتعطّر بالفضائل الّتي نشرها المسيح في تلك الأرض وحملها زادًا في رسالته الّتي توّجها بالأسقفيّة خلفًا لخاله، فتسلّم مهامه، بالرّغم من ممانعته، وكلّلها بغيرة رسوليّة على الكنيسة والبيعة. تعرّض أسقف ميرا الجديد للاضطهاد والتّعذيب والسّجن غير أنّه احتملها بصبر القدّيسين، حتّى تسلّم قسطنطين الكبير زمام الأمور وانتصر على مضطهدي المسيحيّين، فخرج زخيا من السّجن وعاد إلى كرسيه مكرّمًا. لُقّب القدّيس زخيا بالعجائبيّ إذ ما بخل الله على أبنائه بالإنعامات الرّوحيّة، فاجترح من خلاله العجائب كما في حياته كذلك في مماته، فظهر زخيا أو نيقولاوس منتصرًا ظافرًا وانتشر عَبَق قداسته حتّى بعد مغادرته إلى ديار الآب سنة 342. واليوم، في تذكار القدّيس زخيا، نرفع إلى الله أصحاب الأيادي البيضاء الّذين على مثاله يعملون في الخفاء ليسدّوا عوز المحتاجين، ونطلب من الله أن يزيد من الظّافرين لينعشوا الحياة قداسة ويسكبوا على كنيسته بركات إلهيّة لا تنتهي. |
|