فلنحذر يا إخوتي جداً من أن نصوم بدون توبة صادقة ومحبة حقيقية مستندين على نعمة الله وحدها التي تُخلصنا، لأن صوم بدون طلب النعمة وقوة الله لتحل في القلب، فهو توريط النفس في سقطة الكبرياء والاعتماد على الذات وبخاصة لو الإنسان نجح في شكل النسك الذي يجعله يظن أنه استطاع أن يُخلص نفسه وأرضى الله...
فلا يصم أحد بهدف أن يُرضي الله، لأن الله يرضى عنا في المسيح يسوع فقط، وفقط لا غير، هذا أن كنا نمسك فيه فعلاً ولا نُرخيه، فلنجتهد أن نثبت فيه لأنه هو وحده من خلصنا بسفك دمه، فصومنا لا لخلاص النفس الذي تم في المسيح وبالمسيح الرب نفسه، لأن الخلاص عملياً يتم فينا بالاتحاد بمسيح القيامة والحياة (بالتوبة والإيمان الحي العامل بالمحبة)، إنما لنرفع القلب لله ونشبع شبع الحقيقفي منه، ففي الصوم نعلن جوعنا لله وعطشنا لبره، لأنه مكتوب: [ طوبى للجياع والعِطاش إلى البرّ لأنهم يشبعون ] (متى 5: 6)