رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قام يسوع من بين الأموات فأَسرَعَت وجاءَت إِلى سِمْعانَ بُطرُس والتِّلميذِ الآخَرِ الَّذي أَحَبَّهُ يسوع، وقالَت لَهما: أَخَذوا الرَّبَّ مِنَ القَبْرِ، ولا نَعلَمُ أَينَ وَضَعوه تشير عبارة "وجاءَت إِلى سِمْعانَ بُطرُس والتِّلميذِ الآخَرِ" الى تقدّمهما بين الرسل في الغيرة والايمان والمحبة وكونهما أكثر اهتماما بأمر يسوع من غيرهم من الرسل. أمَّا عبارة " بُطرُس" في الأصل اليوناني Πέτρος, (معناها صخرة أو حجر) فتشير الى الرسول الذي كان يُسمَّى أولاً سمعان واسم أبيه يونا (متى 16: 17) واسم أخيه اندراوس، واسم مدينته بيت صيدا. ولمَّا تبع يسوع دعاه "كيفا": أَنتَ سِمْعانُ بنُ يونا، وسَتُدعَى كِيفا، أَي صَخراً" (يوحنا 1: 42)، و" كِيفا " كلمة آرامية כֵיפָא معناها صخرة، ويقابلها في العربية صفا أي صخرة. وكانت مهنة بطرس صيد السمك (يوحنا 1: 42)، وقد دعا يسوع بطرس ثلاث مرات: دعاه أولاً ليكون تلميذاً، ودعاه ثانية لكي يكون رفيقاً له ملازماً إياه باستمرار (متى 4: 19) ثم دعاه ثالثة لكي يكون رسولاً له (متى 10: 2)؛ وحافظ الانجيل على مركز الصدارة له رغم من نكرانه لمعلمه الالهي. وبعد القيامة، حقَّق بطرس ما أنبأ المسيح عنه " أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي" (متى 16: 18)، فسواء أكان المقصود بالصخرة الإيمان الذي صرّح به لبطرس، ((إنه المسيح بن الله الحي)) أم إن لفظة صخرة قصد بها الاستعمال المزدوج أي أن الإيمان هذا كان الأساس، أو أن بطرس واسمه معناه ((صخرة)) كما قدّمنا يعبّر عن الحقيقة أن كل من يؤمن بأن المسيح هو ابن الله الحي ومخلص العالم يكوّن الكنيسة، على كلا الحالين نشط بطرس لقيادة أعضاء الكنيسة الأولى؛ أمَّا عبارة "التِّلميذِ الآخَرِ الَّذي أَحَبَّهُ يسوع" فتشير الى يوحنا الرسول وهو "أحدُ تَلاميذِه، وهو الَّذي أَحبَّه يسوع، كان مُتَّكِئاً إِلى جانبِ يسوع" (يوحنا 13: 22). وعرّفه الانجيل ان التلميذ الذين له صفتان: "الآخر" و"الحبيب" دون ُذكر اسمه. وربما الكاتب لا يُفصح عن اسمه ليجعل كلَّ واحدٍ مستعداً مثل ذاك التلميذ الذي يَحب يسوع ويحبّه يسوع (يوحنا 19: 26-27). واعتقد التقليد بان المقصود هو يوحنا الرسول الذي كان له مكانة مرموقة في مجموعة الرسل (مرقس 1: 19). وقد أثارت هذه الميزة التي اتصف بها يوحنا الحبيب حسد باقي التلاميذ (يوحنا 21: 22-27). أمَّا عبارة "وقالَت لَهما " تشير الى تواضع يوحنا الإنجيلي الذي لم يخجل أن يسجل في إنجيله أن الذي بشره بالقيامة كانت مريم المِجدَلِيَّة الخاطئة. أمَّا عبارة "أَخَذوا الرَّبَّ مِنَ القَبْرِ" فتشير الى اعتقاد مريم المِجدَلِيَّة أن أناساً مجهولين أخذوا الجسد، ولم يخطر على بالها ان المسيح قام. أمَّا عبارة "الرب" في الأصل اليوناني κύριος (معناها السيد)، وفي اللغة العبرية הָאָדוֹן (السيد) فتشير الى الاعتبار والاكرام، وامَّا في الجماعة المسيحيّة الاولى فتدل عل الرب. أمَّا عبارة " لا نَعلَمُ" فهي تشير الى صيغة الجمع حيث ان مريم تمثّل النسوة، كما تُمثل الكنيسة التي تبحث عن ربّها. لم تُدرك مريم المِجدَلِيَّة في الحال أنه قام، بل ظنّت أن الجسد قد أُخذ من القبر؛ أمَّا عبارة "أين وضعوه" فتشير الى صيغة الجمع مع انه مريم المِجدَلِيَّة هي التي تتكلم، وقد تكون دلالة على ان يوحنا لا يجهل الراوية في الاناجيل (متى 28: 1، مرقس 16: 1، لوقا 24: 1،) الذين يذكرون مجيء فريق من النساء. وتلمِّح هذه العبارة الى سرقة الجثمان كما كان الاعتقاد في بعض الاوساط اليهودية، لأنها لم تكن تؤمن بعد بالقيامة. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "لقد أرادت مريم المِجدَلِيَّة بسرعة فائقة أن تعلم ماذا حدث للجسد". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حياة المسيح ابن الله الحي |
يا ربي يسوع المسيح ابن الله الحي باركني |
انت هو المسيح ابن الله الحى |
أنت هو المسيح ابن الله الحي |
أأنت هو المسيح ابن الله الحي؟ |