لم تكتفي الكنيسة الكاثوليكية بما كانت تتمتع به من مركز هام في المجتمع الإقطاعي بحكم دورها الديني، بل أراد الباباوات إخضاع الأباطرة لسلطتهم وبمعني آخر إخضاع السلطة المدنية للسلطة الدينية رغم أن المسيحية تؤكد أن الكنيسة والدولة تستمدان سلطتهما من الله الذي أوكل لواحدة حكم الروح والأخرى سلطه الإدارة (أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله) الأمر الذي أدى إلى النزاع بين البابوية والإمبراطورية.
وقد كان من الطبيعي مع انهيار المجتمع الإقطاعي وظهور طبقه جديدة على أنقاض هذا المجتمع وهي البورجوازية بمفاهيم ومُثَل جديدة وبأسلوب في الحياة والتفكير يختلف عن أسلوب العصور الوسطي، أن تصحوا أذهان الناس على مساوئ الكنيسة ومفاسدها وان تتمرد نفوسهم على قيودها ونظرياتها فوقعت سلسله من ردود الفعل -رأيناها في الأوراق السابقة- وبناء هيكل كنسي جديد يتفق مع علاقات الإنتاج الجديدة.