كنت وحيده قرب النبع

[walaa farouk]

كنت وحيدة قرب النبع حيث انتشر ظل شجر الوادي الوفير بعدما ذهبت نساء القرية بعد ان ملأنا جرارهن الفخارية وبقيت أنا وحيدة ، وإذا بخطى أقدام تقترب منى ويظهر ملامح رجل من بعيد وعندما أقترب اجده كأنه حزين وقال بصوت متعب منخفض أنا المسافر أعطني لأشرب فاعطيك ماء لا تظمأي بعده أبدا فقلت له العلك أفضل من ابينا يعقوب الذي أعطانا هذا البئر ، توقفت برهة نعم قائلة فى خلجات قلبي إنه أفضل حقا من أبينا يعقوب ، ولكن من هو ؟ ومن اين أتى كيف سيعطيني ماء لا ظمأ بعده وهو لا دلو له ، مسكينة أنا ماذا لقيت ؟أى ضمان لما يقول ؟ ولكن لم يعطني فرصة بل قال أن اعطيتك سيتفجر منك ينابيع ماء حياة فأنا الالف والياء ولكني ابيت لعلى أنهل من حديثه الطيب الذى هو أجمل من الزهر وأفضل من قارورة الطيب ينساب على شفتيه وفجأة سألتنى وظللت صامتة خجلا حين أستوضحتنى عن أسم زوجي ، وأمامك لا أستطيع الكذب فقلت وصوتى يرتعش ليس لي زوج فقال حسنا قلتى فما تعيشين معه ليس زوجك فانتفضت من أحلامى وتأملاتى فى وجهة الجميل وكلامه الذي ينساب كصوت ناي او خرير ماء وسكبت من جرتي المياه فى راحتيه ولكنه ضمهما وقال لا أريد ماء بل أريد ان تخلصين ولمعرفة الحق تقبلين ، جثوت على ركبتى وقلت حبيبي أى عطاء منحتني أياه ؟ أننى لا أجد مكانا أخفيه فيه وانا بعد طرية العود نحيله فكيف أحمل كل هذا الحب والعطايا كيف أحمل ذلك الشرف الذي قلدتنى أياه على صدري فبعد ما أعطيتنى لن أشعر بخوف بعد اليوم في حياتى تركت لى حبك رفيقا سأكلل به حياتى منذ الأن سأعزف عن كل زينة باطلة يا سيد قلبي وحبيبي أه من جمالك الأخاذ الذي يرهبه النظر والفكر أه من محبتك فقد أسقيتنى وأنا لم يتسنى لي أن أروي ظمأك إن لمسة يدك تصهر قلبي وتكلله بعذوبة ناعمه كأنها قطعة من الحرير تلامس البراعم فى صباح الربيع أيها النور الذي ملأ حياتي يا نور قلبي ونوري يا قبلة العيون وعذوبة القلوب اتيت يا ملك الملوك لتأسر قلبي لتتخذنى لك فى هذا الغنى الذى أعدته لي فانت نهر السماء الذي افاض ليروي ظمأي ويملأ أنيت بيتى وقلبي إن نور وجهك قد غسل عيناي وسمعت رسالتك في قلبي أه يا من قابلته عند البئر وطلب شربة ماء فأعطاني ينبوع حياة.