«فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب؟
أو ماذا نلبس؟ فإن هذه كلها تطلبها الأُمم»
( متى 6: 31 ، 32)
لقد حذرنا الرب من نوع صلوات الأُمم الذين يُكرِّرون الكلام باطـلاً ( مت 6: 7 ، 8)، فجرَّدوا الصلاة من معناها، فما عاد عرض احتياجاتهم على الله القدير هو المُراد، بل مجرَّد تكرار كلام بقصد تكراره، ظنًا منهم أنه بكثرة كلامهم يُستجَاب لهم! وها هو يُحذرنا في ختام الأصحاح من نوع اهتمام الأُمم ومشغوليتهم. وعندما يقول الرب إن هذه تطلبها الأُمم، فإنه يعني أن الناس تسعى وراء هذه الأمور – من مأكل وملبَس – سعيًا حثيثًا، وأنها موضوع مشغولية حياتهم، فهم يعيشون ليأكلوا، وشعارهم: «لنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت!» ( 1كو 15: 32 ). نعم، إن جلّ اهتمامهم هو الإنسان الخارج، وموضوع شغلهم الشاغل هو مُتعة أجسادهم. وقلَّما يعيشون للقلب أو للروح. أما المؤمن فإن له نوعًا آخر من الاهتمامات، إذ يقول الرب: «لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرُّه، وهذه كلها تُزَاد لكم» ( مت 6: 33 ).