إذ تجسد كلمة الله وحلّ بيننا كواحدٍ منا، دعانا أن نتعلَّم منه، قائلًا: "تعلَّموا مني، فإني وديع ومتواضع القلب" (مت 11: 29). يُقَدِّم لنا ابن سيراخ لمسات عملية لحياة الوداعة والتواضع ليعيشها المؤمن في أسرته الصغيرة كما في المجتمع بكونه الأسرة الكبرى.
أ. لا تقف الوداعة عند بعض كلمات أو تصرُّفات مُعيَّنة، بل يليق أن تمتزج وتتجلَّى في كل أعمال الإنسان [17].
ب. لا يسعى المؤمن نحو الكرامة الزمنية، إنما يليق به كلما نال كرامة أو سلطانًا أو نجاحًا في أعماله أن يزداد تواضعًا، حاسبًا ما يناله إنما هو عطايا مجّانية من الله، فيجد حظوة لدى الربّ، وكرامة حتى من البشر [18].
ج. يليق بالمؤمن ألا يرتئي فوق ما يرتئي (رو 12: 3)، بل يتعرَّف على حقيقة قدراته وإمكانياته. فلا يطلب ما يتعذَّر عليه، ولا يبحث في الأمور الخفيّة بحوارات نظرية جدلية غير نافعة [21-24]. عندما سُئِل البابا أثناسيوس من شخصٍ أن يريه إلهه ليؤمن به، أجابه: "أرني روحك، وأنا أريك إلهي!"