كان إنسانا يقبل النصيحة ولا يرفضها ، بل ماذا أقول أيضا ؟ كان فى أمور كثيرة يستشير ، شاعرا أنه يحتاج أن يأخذ المعرفة من غيره . لم يكن مقامه العالى الروحانى يشعره بأنه فى غنى عن مشورة يأخذها من غيره ، ما أكثر المواقف التى فيها كان يرسل ويستشير ويحول أى موضوع من الموضوعات على غيره . ليس فقط من منطلق المشاركة ولكن من منطلق الإحساس والتواضع الحقيقى بأنه صغير، وأنه فى حاجة إلى غيره وبهذا وصّل العلاقات ولم يقطع الصلات بينه وبين الآخرين من المطارنة والكهنة وغير أولئك .
لا أستطيع أن أحصى، وربما يكون من الظلم لهذا الرجل أننا نقصر فى إحصاء المواقف المختلفة ، التى فيها نرى البابا كيرلس يستشير غيره ممن هم دونه ، وأيضا يستعين بالآخرين ، على الرغم من أنه قادر أن يعمل ، وكل هذا دليلاً على التواضع الحقيقى لا تواضع الكلام، إحساسه بأن مواهبه قليلة على الرغم من سموها ، وأن غيره عنده ماهو أفضل منه . هذه مسألة نادرة ولكننا لمسناها .