رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* "يشرب من سيل في طريق جانبي" (راجع مز 110: 7). ليتنا نفحص الطريق أولًا، وبعد ذلك نتطلع إلى السيل الذي في طريق جانبي. الآن فإن الطريق هو طريق هذا العالم، الطريق الذي سار فيه... لقد جاء إلى طريق العالم، وسار في طريقنا، وشرب أيضًا من السيل الذي في هذا العالم. هذا السيل ليس فيه مياه طبيعية جارية. إنها مياه تأتي من الأمطار والفيضانات والعواطف والزوابع. لا يوجد السيل على الجبال بل في الوديان والانحدارات والأماكن الشديدة الانحدار... مياه السيل غير نقية بل مملوءة بالوحل. قبل هذا لأن مياه هذا العالم دائمًا عكرة ومملوءة بالتجارب. أتريدون كيف قيل إنه يشرب من سيل مضطرب؟ لقد قال بنفسه: "نفسي حزينة حتى الموت" (مت 26: 38). ويقول الإنجيلي: "وابتدأ يحزن ويكتئب" (مت 26: 37). إذن شرب ربنا من مياه سيل هذا العالم، ماء الحزن، الماء الذي ليس فيه فرح. لقد أخذ الكأس وملأها من فيض هذا العالم، ولأن المياه مملوءة طميًا صلَّى: "يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس" (مت 26: 39). شرب من سيل هذا العالم ليس في بيته بل في الطريق، مُسْرِعًا إلى طريق آخر... إن كان الرب يشرب من سيل هذا العالم، كم بالأكثر يكون بالنسبة لخدامة المُخْلِصين...؟ ذاك الذي هو رأس الجميع رفع نفسه، أو بأكثر دقة، رفع رأسه، ولم يرفع نفسه، لأنه هو دائمًا منتصب... لقد رفع رؤوسنا نحن الذين كنا منحنين وعاجزين عن التطلع نحو السماء، كنا متطلعين فقط نحو الأرض. أتريدون أن تقتنعوا أنه يرفع رأس الإنسان؟ لقد حل المرأة (لو 18: 11-13). التي ربطها الشيطان بقيودٍ. لقد رفع رأس تلك التي عاشت كل حياتها منحنية، وسجدت له . القديس جيروم |
|